تعتبر المقبرة اليهودية الواقعة في منطقة جبل الزيتون في القدس الأهم والأكبر بالنسبة للإسرائيليين واليهود عامة من بين كل المقابر اليهودية في العالم.
ولا يقتصر الدفن بالمقبرة على اليهود داخل إسرائيل، فقط ولكن هناك يهودا في مختلف أرجاء العالم يوصون بدفنهم في هذه المقبرة بسبب معتقدات دينية. ويدفع بعض اليهود أموالا طائلة لشراء قبور بها.
وتقع مقبرة اليهود في جبل الزيتون على مساحة أرض تقدر بنحو 250 دونما، شرق الحرم القدسي الشريف، ودفنت فيها شخصيات يهودية معروفة منها دافيد بن غوريون.
ويدعي الإسرائيليون أن فيها نحو 70 ألف قبر، وأن تاريخها يعود إلى نحو 3000 عام، ويقولون إنها تحوي «قبورا لحاخامات كبار وحتى لأنبياء»، وهي ادعاءات يرفضها الفلسطينيون. وحسب المعتقدات الدينية اليهودية، فإن «موتى اليهود سيقومون من هذا المكان». وتشهد هذه المقبرة، التي باتت أشبه بمستوطنة إسرائيلية كبيرة تقوم على أرض وقفية إسلامية، انخفاضا كبيرا في أعداد من يطلبون الدفن بها، وذلك بسبب بعض التعقيدات الأمنية والخوف من اعتداءات فلسطينية على المشيعين أو على المقبرة نفسها.
وسبق أن اعتقلت شرطة إسرائيل عددا من الفلسطينيين، بينهم عدد كبير من القاصرين المقدسيين اتهمتهم بإلقاء حجارة باتجاه سيارات المشيعين أو تشويه القبور وشواهدها والنصب التذكارية في المقبرة، وهو الأمر الذي ينفيه الفلسطينيون نفيا قاطعا. وأشارت نتائج مسح إسرائيلي إلى أن 3500 إسرائيلي دفنوا في المقبرة منذ عام 2000، أي بانخفاض بلغ 50% مقارنة بالعقود الأولى عقبت حرب 1967.
وجاء في تقرير لصحيفة «يسرائيل هيوم» أن الأشهر الأخيرة تعيد إلى الأذهان فترة الانتداب البريطاني، حيث كان البريطانيون حتى عام 1948 يسمحون لليهود بدفن موتاهم مرتين في الأسبوع تحت الحراسة في تلك المقبرة، مشيرة إلى أن «العائلات التي تريد أن تدفن أحد أفرادها في المقبرة أو التي تريد زيارة قبور أقربائها تحتاج إلى حراسة، وهناك عائلات أخرى كانت معنية بدفن موتاها في المقبرة في جبل الزيتون لكن الأحداث دفعتها لتغيير اختيارها والتوجه للدفن في المقبرة المتواجدة غرب المدينة».
ونصبت السلطات الإسرائيلية في الأعوام الأخيرة 123 آلة تصوير على جبل الزيتون في نقاط مختلفة لأهداف أمنية، كما قامت الشرطة الإسرائيلية بإقامة مركز لها داخل المقبرة، ولجأت للاستعانة بالمستعربين وطواقم من جهاز «الشاباك» وحرس الحدود من أجل حمايتها.
ويتوقع مراقبون أن تشكل هذه المقبرة، المقامة على أرض وقفية إسلامية، ذريعة لإسرائيل للإبقاء على القدس عاصمة موحدة لها، في حال كانت هناك أي محاولات لتسوية مستقبلية.