عواصم - أحمد عبدالله
قال وزير الخارجية الايراني ان الحديث عن هجمات عسكرية«حرب نفسية» فلا اسرائيل ولا اميركا في موقع يؤهلهما لشن حرب.
وأضاف متكي انه يرى نوعا جديدا من الأجواء في المحادثات النووية مع القوى الست الكبرى.
وأكد في مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة «ان التصريحات البناءة المقترنة بالاقتراح النووي الذي تقدمت به ايران في وقت سابق مهدا الطريق لخلق نوع جديد من الأجواء».
وأضاف «قريبا جدا سأرد على الرسالة التي تلقيتها من وزراء الخارجية الستة».
وفي وقت سابق اعلن وزير الخارجية الايراني ان «عملية جديدة» للمحادثات جارية مع القوى الكبرى لحل ازمة الملف النووي الايراني.
وقال الوزير الايراني امس الاول في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الايرانية
الرسمية امس ان «عملية جديدة تجرى وبدأت مع الرزمة التي قدمتها جمهورية ايران الاسلامية».
وحول امكانية انشاء مكتب لرعاية مصالح اميركا في طهران واقامة رحلات مباشرة بين البلدين قال متكي انه يمكن ان يدرس الجانبان هذا الموضوع.
واعتبر متكي الاتصال بين الشعبين الايراني والاميركي انه خطوة بناءة في تعرفهم على بعضهم.
ونسبت وكالة الانباء الايرانية (ايرنا) الى متكي اشارته الى الدعوات التي تم تقديمها من قبل الجامعيين الايرانيين الى نظرائهم الاميركيين لزيارة ايران وكذا اجراء مباحثات علمية بين الجانبين.
والمح وزير الخارجية الايراني الى تواجد عدد كبير من الايرانيين في اميركا قائلا ان السائحين الاميركيين خلال زيارتهم لايران سيتمكنون من التعرف على الواقع وصورة ايران الحقيقية.
جبهة ثالثة
في غضون ذلك قال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن امس ان فتح «جبهة ثالثة» في إيران سيضع ضغوطا شديدة للغاية على الجيش الاميركي.
وقال الاميرال مولن من منظور الجيش الاميركي فإن فتح جبهة ثالثة ضد ايران الآن سيشكل ضغوطا هائلة علينا.
ويرفض المسؤولون الاميركيون استبعاد استخدام القوة ضد ايران وسط مخاوف بشأن برنامجها النووي، إلا ان الجيش الاميركي يعاني من ضغوط بسبب مشاركة آلاف من جنوده في الحرب في افغانستان والعراق.
وفي نفس السياق قال الرئيس الاميركي جورج بوش امس انه لا يستبعد استخدام القوة في ازمة الملف النووي الايراني، الا انه اكد على ان خياره الاول هو الحل الديبلوماسي.
وصرح بوش للصحافيين في البيت الابيض «لقد قلت دائما ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة، لكن الخيار الاول بالنسبة للولايات المتحدة هو حل هذه المشكلة ديبلوماسيا».
في غضون ذلك قال نائب الادميرال كيفين كوسغريف الذي يقود الاسطول الخامس الاميركي في لقاء ضم قادة القوات البحرية في دول مجلس التعاون الخليجي الست في ابو ظبي «نحن مصممون على المساهمة في الامن البحري» في منطقة الخليج.
وجدد المسؤول العسكري الاميركي التاكيد على ان الولايات المتحدة وحلفاءها العاملين في مياه الخليج «لن يسمحوا لايران» باغلاق مضيق هرمز الذي يعد حيويا للاقتصاد العالمي.
واعتبر كوسغريف ان «الامن البحري في الشرق الاوسط شرط ضروري للاستقرار الاقتصادي العالمي وللازدهار الاقليمي»،
تعليق التخصيب
من جانبهم علق مراقبون اميركيون متخصصون في الشأن الايراني آمالا كبيرة على استئناف المفاوضات بين اعضاء مجلس الامن الدائمين والمانيا من جهة وايران من الجهة الاخرى في وقت ما من هذا الشهر وذلك لبحث العرض الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا الشهر الماضي لطهران بالنيابة عن المجموعة الدولية 5 + 1.
وقال واحد من ابرز هؤلاء المراقبين وهو تريتا بارسي لـ «الانباء» ان هناك انباء تتوارد من طهران عن احتمال ان يأمر مرشد الثورة الاسلامية الامام خامئني بتعليق تخصيب اليورانيوم لمدة ستة اسابيع وذلك مقابل ان تعلق الدول الغربية عقوباتها للفترة ذاتها ريثما تنتهي المفاوضات التي ستبدأ حول العرض الدولي.
وكان عدد من القادة الايرانيين وفي مقدمتهم الرئيس محمود احمدي نجاد قد رفضوا العرض الدولي في خطب علنية بيد ان سولانا لم يتلق ردا رسميا من طهران على ذلك العرض حتى الآن.
وقال بارسي ان هناك مؤشرات منها ما نشر في ايران من محاولات لتمهيد الرأي العام لموقف اكثر مرونة تجاه العرض الدولي ومنها توقعات ترددت في اوساط اميركية تتابع الشأن الايراني عن كثب تفيد جميعا بقرب حدوث انفراجة في ملف البرنامج النووي لطهران على اساس قبول الحكومة الايرانية بتعليق عمليات التخصيب لمدة الاسابيع الستة التي اشار اليها.
ولفت بارسي الانتباه الى تصريحات ادلى بها مستشار خامئني على اكبر ولايتي في طهران مؤخرا وفهم منها ان السلطات الايرانية تمهد لقبول التفاوض وتعليق التخصيب.
وكان ولايتي قد صرح بان الغرب اعترف بحق ايران في التخصيب وان ذلك يمنح الايرانيين سببا للاحتفال بما وصفه «هذا الانتصار الكبير».
ضربة محتملة
من جانبه قال مساعد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإسلامي العميد محمد حجازي امس: هناك احتمال لأن تكون المحادثات الإسرائيلية غير المباشرة مع سورية وتوقيع اتفاقية الهدنة مع حركة حماس تمهيدا لشن هجوم إسرائيلي ضد إيران.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية (مهر) عن حجازي قوله ان «المفاوضات بين الكيان الاسرائيلي وسورية واتفاقية الهدنة في فلسطين (مع حماس) متغيرات قد تكون انطلاقة للعدوان أو قد لا تكون اصلا ولكن تدل على مدى غضب العدو ومن غير المستبعد ان يقوم هذا العدو بارتكاب حماقة ضد ايران لكن نحن على اتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ».
واعتبر حجازي أن «هذه الظروف تفترض الاستعداد واليقظة لمواجهة أي عدوان محتمل»، مؤكدا «أن قوات الحرس الثوري جاهزة وتراقب عن كثب نشاطات الأعداء».
وقال إن «الخطة التي وضعتها إيران لمواجهة الاحتمالات مبنية على أسس صلبة تحبط أي عدوان».
وأشار حجازي إلى أن رد إيران على أي تهديد خارجي سيكون ردا مدمرا وحاسما، وقال «إذا قام الأعداء بعمل ما ضد إيران ستكون نتائج هذا العدوان تدمير هيمنة هؤلاء الأعداء»، معتبرا أن حرب يوليو من العام 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل «أثبتت هشاشة الكيان الصهيوني ومدى ضعفه».
وقال إن «استعدادات الجيش الصهيوني أفضل من الجيش الأميركي وهذا الجيش يضاهي الجيش الأميركي من ناحية التدريب لكن هزيمة هذا الجيش في لبنان تدل على أنه لا يمكنه أن يقدم على منازلة قوات التعبئة الباسلة في إيران».
وأضاف حجازي ان «الأعداء تفهموا جيدا رسالة إيران وعليهم أن يدركوا انه إذا ما بدأوا بعمل ما ضد إيران فإنهم سيتلقون ضربة قاسية وقاتلة».
وفي نفس السياق- حذر مسؤولون أمنيون اسرائيليون من انعدام جهوزية الجيش الاسرائيلي لتنفيذ هجوم ضد ايران وتدمير جزء من المنشآت النووية فيها.
ليس جاهزاً
ونقلت صحيفة «معاريف» امس عن مسؤولين كبار في جهاز الأمن الاسرائيلي قولهم انه على عكس الأنباء بشأن استعدادات اسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية الا أن اسرائيل موجودة في حالة «تخلف خطير» في هذا السياق، نجمت في أعقاب سنوات من الاهمال والغاء مشاريع أمنية وميزانيات.
ووصف بعض هؤلاء المسؤولين الأمنيين حالة الجهوزية هذه بـ«الاخفاق» لدى تطرقهم لما لم يتم فعله خلال العقد الأخير لانشاء قدرة استراتيجية لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية.
وأشار أحد هؤلاء المسؤولين الى أن «اسرائيل تعالج كل خطر طارئ وداهم فقط وخلال السنوات الماضية تم الغاء مشاريع وارجاء مخططات ورصد ميزانيات لمشاريع أخرى واعداد مشاريع لسنوات طويلة بدلا من تسريعها، حيال كل ما يتعلق بالقدرات الاستراتيجية المطلوبة لاسرائيل من أجل التوصل الى قدرة عسكرية حقيقية لتوجيه ضربة ضد ايران، وبرأيي فان الحديث هنا عن اخفاق حقيقي».
الصفحة في ملف ( pdf )