يذكر نشر مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الاسبوعية لرسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد أمس الأول بسابقيتن تسببتا في اندلاع أعمال عنف، الاولى عندما نشرت صحيفة دنماركية في 2005 رسوما مسيئة للنبي ما تسبب في أعمال عنف واسعة في مناطق عديدة من العالم، والثانية عندما قامت مجلة شارلي ايبدو نفسها عام 2011 بنشر رسوم للنبي أيضا ما أدى الى إحراق مقرها في باريس.
وفي الحالتين، كانت المجلة الاسبوعية الفرنسية الساخرة في الخط الأمامي. ففي فبراير 2006، أعادت نشر 12 رسما كاريكاتوريا نشرتها في سبتمبر 2005 صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية التي تسببت في اندلاع احتجاجات وأعمال عنف في العالم الاسلامي.
وفي نوفمبر 2011، نشرت شارلي ايبدو التي أصدرت عددا خاصا سمته شريعة ايبدو، على صفحتها الاولى رسما كاريكاتوريا للنبي. عندئذ دمر حريق متعمد مكاتبها في باريس.
ولم تلفت الرسوم الكاريكاتورية الاثنتا عشرة في 2005 نظر احد في العالم في البداية، لكنها ما لبثت ان أدت الى اندلاع احتجاجات كثيرة. والرسم الاكثر إثارة للجدل يظهر النبي محمد يلبس عمامة على شكل قنبلة أشعل فتيلها.
وطلب المسؤولون المسلمون في الدنمارك اعتذارا في الوقت الذي كان هذا البلد يشارك في الحرب في العراق. وفي أواخر 2005 رفض وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة «هذه الاساءة التي تتنافى مع قداسة الاديان والقيم النبيلة للاسلام وأدانوها».
وفي مستهل 2006 استدعت السعودية سفيرها في كوبنهاغن، فيما قاطع العالم العربي شركة ارلا فودز الدنمركية ـ السويدية للحليب، وقال رئيس الحكومة الدنماركية الذي تشبث بحرية التعبير انه لا يمكن تحميل الحكومة ولا الدنمارك «مسؤولية ما تكتبه الصحف المستقلة».
وقدمت صحيفة يلاندس بوستن «اعتذارا» الى المسلمين الذين شعروا بالإهانة.
وابتداء من الاول من فبراير، عندما نشرت بضع صحف أوروبية منها شارلي ايبدو في فرنسا الرسوم عملا بحرية التعبير، عمت الاحتجاجات الكرة الأرضية.
وفي غزة، هددت مجموعات مسلحة بالتعرض لصحافيين غربيين. وفي دمشق وبيروت وطهران واندونيسيا والصومال وأفغانستان، أسفرت تظاهرات عنيفة وهجومات وحرق سفارات أجنبية عن سقوط عدد من القتلى، وانطلقت دعوات الى الجهاد.
وبعد ثمانية ايام، كثرت الدعوات الى الهدوء، وقام الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي الذي يدعم الدنمارك بقوة بجولة تهدئة في الشرق الاوسط.
الا انه على امتداد 2006، تعرض صحافيون في الجزائر والأردن واندونيسيا واليمن لملاحقات قضائية لإقدامهم على إعادة نشر تلك الرسوم الكاريكاتورية.
وفي فرنسا، برئ مدير شارلي ايبدو في مارس 2008، ورأت محكمة الاستئناف في باريس ان الرسوم لا تنطوي على شتائم لأنها «تستهدف قسما من الناس» أي الإرهابيين «وليس الطائفة الاسلامية بمجملها».
وبعد حوالي أربع سنوات، دمر حريق متعمد مكاتب شارلي ايبدو ليل الاول الى الثاني من نوفمبر 2011 لدى إصدار عدد خاص سمي «شريعة ايبدو» ونشر على صفحته الاولى رسم كاريكاتوري للنبي محمد. وتعرض موقع الصحيفة على شبكة الانترنت للقرصنة أيضا.