لا تختلف رؤية معسكري باراك اوباما وميت رومني حول اميركا فحسب بل ان تحليلهما لواقع الانتخابات المقررة الاسبوع المقبل مختلف تماما. ويرى الجمهوريون ان الرئيس يعاني من تراجع التأييد له الى ما دون 50%، وتدني الحماس لخطابه الذي لم يحقق كل ما تعهد به وارتفاع نسبة البطالة، مما يزيد بالتالي من حظوظ رومني في الوصول الى البيت الأبيض.
في المقابل، يرى فريق اوباما ان النموذج الانتخابي التقليدي مجرد وهم، وهو يعول على مشاركة كبيرة للتحالف المتعدد الاتنيات الذي يدعم الرئيس، بالاضافة الى انه يعتبر ان برنامج رومني مليء بالثغرات التي لا تفضي الى نتائج مما يحد من فرصه بالفوز.
الا ان الوقت ينفد امام المناورة فبعد 5 ايام سيجد احد الفريقين نفسه امام خيبة أمل لعدم قراءته للمعطيات السياسية بينما الفريق الآخر يحتفل بالنصر.
ومع دنو موعد الانتخابات، يزداد الفريقان عدائية وهجومية مما يعكس مدى احتدام السباق.
وصرح كبير مستشاري رومني روس شرايفر «نحن سعداء بما حققناه واعتقد اننا سنحقق انتصارا كبيرا الثلاثاء المقبل».
في المقابل، بالكاد يحجم فريق اوباما عن إعلان النصر من الآن.
وقال مدير حملة اوباما جيم ميسينا الثلاثاء «في مثل هذا الوقت الثلاثاء المقبل ستتم اعادة انتخاب الرئيس لولاية ثانية. هم يستندون الى الوهم بينما نحن نستند الى الأرقام».
وهذه الازدواجية في السباق الرئاسي تتجلى ايضا في استطلاعات الرأي.
ويفضل فريق رومني الاستطلاعات الوطنية حول الانتخابات والتي غالبا ما اظهرت تقدم المرشح الجمهوري بنقاط عدة بالإضافة الى تعبئة متزايدة في مختلف أنحاء البلاد.
أما فريق اوباما فيذكر مرارا بأن الانتخابات تتم بالتدريج من ولاية الى اخرى لجمع أصوات كبار الناخبين الـ 270 الضرورية ومن هذا المنطلق فإن اوباما لديه تقدم كاف في استطلاعات الولايات يتيح له الفوز بولاية ثانية.
ويعترض معسكر رومني على الفرضية الأساسية التي ترتكز عليها حملة اوباما وهي الاعتماد على مشاركة كبيرة من الشباب والاميركيين المتحدرين من اصل افريقي ولاتيني. وقال احد اعضاء فريق رومني نيل نيوهاوس «يريد البعض الاعتقاد بأننا نعيش في عالم سيتخذ فيه الناخبون موقفا شبيها لما حصل في العام 2008.. انها مبالغة».
واضاف ان «الحماسة هي التي تغذي المشاركة وانتم ترون مدى قلة الزخم لدى اوباما»، متوقعا ان يؤدي تحقيق تقدم بين الناخبين المستقلين الى فوز رومني.
وتختلف الحملتان ايضا حول البيانات المباشرة من الولايات التي تسمح بالتصويت المبكر. ويرى فريق اوباما ان النتائج تثبت نظريته حول السباق. أما معسكر رومني فيعتبر ان نتائج الديموقراطيين تراجعت عما كانت عليه في العام 2008.
وقبل بضعة ايام فقط من موعد الانتخابات، برزت مبادرة جديدة وذلك بعد أسابيع انحصر فيها السباق على معارك محتدمة في الولايات التي لم تحسم رأيها بعد مثل كولورادو وايوا واوهايو ونيفادا وفرجينيا وفلوريدا ونيو هامشير وويسكونسن.
فقد قام فريق رومني من مقره في بوسطن بشراء دعايات ضخمة في ولايات تعتبر عادة ديموقراطية من بينها بنسلفانيا وميشيغن ومينيسوتا، على أمل حصد 300 صوت او اكثر من كبار الناخبين.
وقال كيفن مادن احد مستشاري رومني «لقد قمنا بتوسيع النطاق لتحقيق هدف بكسب 270 صوتا».
وأضاف «اننا في موقع هجومي على الخريطة بينما هم في موقع دفاعي». وتشير الاستطلاعات الى انه وعلى الرغم من ان السباق بات أكثر منافسة في الولايات الثلاث التي لم تشهد حملات رئاسية فعلية، إلا ان المهمة صعبة امام رومني لضمها الى صفه. في المقابل، فإن فريق اوباما يرى ان الدفاع عن المناطق المؤيدة نابع عن الحذر، وتعتبر هذه المبادرة الهجومية لرومني دليلا على اليأس.
وقال ميسينا «لقد باتوا يدركون ان السبيل الذي ينتهجونه على الخريطة منذ ان فازوا في الانتخابات التمهيدية، لن يتيح لهم كسب الأصوات الـ 270 الضرورية بين كبار الناخبين».
وراهن ديفيد اكسلرود، احد ابرز العاملين في فريق اوباما، مقابل حلق شاربيه على فوز هذا الأخير في الولايات الحاسمة.
ويميل المحللون المستقلون اكثر نحو الرأي القائم على تفوق اوباما في الخريطة الانتخابية.
وقال توماس مان من مؤسسة بروكينغ إن «اوباما متقدم بشكل واضح في الولايات التي لم تحسم رأيها ويحاول معسكر رومني ان يوسع المعركة الى ولايات اضافية. إلا ان فرص النجاح ضئيلة».
أما بروس بوكانان من جامعة تكساس فيرى ان الأرقام تظهر تقدم الرئيس.
وقال «بكل بساطة فإن للرئيس المزيد من الطرق لجمع الأصوات الـ 270 الضرورية، ولا يمكن تفسير ذلك بشكل آخر».
الى ذلك، قال مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما ديفيد أكسلرود إنه سيحلق شاربيه إذا خسر الرئيس في مينيسوتا أو ميتشيغن أو بنسلفانيا.
وهدد أكسلرود في مقابلة ضمن برنامج «مورنينغ جو» على «إم إس إن بي سي» بأنه سيأتي إلى البرنامج ويحلق شاربيه إذا خسر الرئيس أوباما في أي من ولايات مينيسوتا وميتشيغن وبنسلفانيا والتي كانت من نصيب الحزب الجمهوري في انتخابات الأعوام الأخيرة. وقال «سآتي إلى مورنينغ جو وسأحلق شاربي اللذين أتميز بهما منذ 40 سنة إذا خسر في أي من تلك الولايات».
ورد مقدم البرنامج جو سكاربورو وهو نائب سابق موافقا وقال أيضا إنه سيرخي شاربيه إذا فاز أوباما في نورث كارولاينا أو فلوريدا في الانتخابات التي ستجرى في 6 نوفمبر الجاري.
بيل كلينتون: رومني أسوأ من «ساندي»
في اطار تأييده للرئيس الاميركي باراك اوباما، والمرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، سخر الرئيس الأسبق بيل كلينتون من المرشح الجمهوري ميت رومني، ووصفه بأنه أسوأ من اعصار ساندي المدمر الذي يضرب مؤخرا الساحل الشرقي الاميركي.
القناة السابعة الاسرائيلية أشارت الى ان كلينتون، خلال كلمته التي ألقاها للديموقراطيين في كونيتيكت قبل اندلاع الاعصار بيومين ذكر قائلا: «ما سنواجهه لا يوجد ما يقارن به اذا لم تأخذوا القرار الصحيح في هذه الانتخابات»، واستخدم الرئيس السابق لغة غير ديبلوماسية في اتهاماته بأن رومني يعُد بنفس فرص العمل التي سوف يقدمها اوباما «ساخرا» ارغب في كتم ضحكاتي في كل مرة يعدنا فيها رومني بـ 12 مليون فرصة عمل. يأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه أوباما ورومني ان يظهرا انهما أكثر اهتماما بحياة وممتلكات الأميركيين من اهتمامهما بالفوز.
الولايات الـ 12 التي ستكون محط الأنظار في الانتخابات الرئاسية الأميركية
واشنطن ـ أ.ف.پ: فيما يلي الولايات الـ 12 المتنازع عليها والتي يجب مراقبتها عن كثب في الانتخابات التي سيتواجه فيها الرئيس الديموقراطي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الثلاثاء: وتجدر الاشارة الى ان اوباما فاز في انتخابات العام 2008 في الولايات الاساسية المتنازع عليها في الانتخابات الحالية.
الولايات الثلاث الكبرى:
٭ اوهايو (18 صوتا من كبار الناخبين) قد تكون الولاية الحاسمة في الانتخابات.
صوتت اوهايو التي تعاني من تراجع قطاع الصناعة لصالح الديموقراطييين بعد ان كانت العامل الحاسم وراء فوز جورج بوش في انتخابات 2004.
وشن رومني حملة كبيرة لجذب الناخبين البيض من الطبقة الوسطى.
يذكر ان اي مرشح جمهوري لم يفز حتى الآن في الانتخابات الرئاسية دون ان يفوز ايضا في اوهايو.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوبــاما يتقدم بـ 2.3%.
في العام 2008، فاز اوباما بـ 51% وماكين بـ 47% في الولاية.
٭ فلوريدا (29 صوتا من كبار الناخبين) اكبر ساحات المواجهة على الاطلاق.
لعبت هذه الولاية دورا كبيرا في الفوضى التي تلت فرز الاصوات في العام 2000 وهي تسعى الآن بجهد لاستيعاب العدد الكبير من الناخبين الراغبين في التصويت المبكر.
وبعد ان حدت قوانين الولاية التي تشترط ان يحمل الناخب صورة هوية، عدد الناخبين المبكرين بعض الشيء، الا ان المحاكم الفيدرالية سهلت هذه العملية.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: رومني يتقدم بـ 1.2% في العام 2008: اوباما فاز بـ 51% وماكين بـ 48%.
٭ فرجينيا (13 صوتا من كبار الناخبين) في 2008 صوت الولاية لصالح الديموقراطيين للمرة الاولى منذ العام 1964.
وبات شمال الولاية الاكثر ثراء والاقرب الى واشنطن يميل الى الجمهوريين الا ان المعركة محتدمة حول نورفورك التي تضم عددا كبيرا من القواعد العسكرية.
ويبدو ان رومني قد يحقق تقدما خصوصا مع دنو خطر اجراء اقتطاعات عسكرية.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: رومني يتـقدم بـ 0.5% في العام 2008: اوباما فــاز بـ 53% ومـــاكين بـ 46%.
الولايات التي يمكن ان تسجل نتيجة متقاربة
٭ كولورادو (9 اصوات من كبار الناخبين)، انتقلت لتأييد المعسكر الديموقراطي بتأثير من المهاجرين من كاليفورنيا الليبرالية خصوصا.
صوتت لصالح اوباما في 2008 الا ان الرئيس المنتهية ولايته يواجه صعوبات في الاحتفاظ بتحالف الشباب والاقليات والنساء الذي حمله الى الفوز فيها.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوبـاما يتـقدم بـ 0.5% في العام 2008: اوباما فــاز بـ 53% وماكـين بـ 45%.
٭ نيو هامشير (اربعة اصوات من كبار الناخبين) مع احتدام السباق الرئاسي، تحظى ولاية نيو هامشير الصغيرة باهتمام كبير من المعسكرين اللذين يحاولان استمالة الناخبين المستقلين.
وقام اوباما بست حملات على الاقل في الولاية في مقابل ثمانية لرومني.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوباما يتقدم بـ 0.1% في العام 2008: اوباما فاز بـ 54% وماكين بـ 49%.
٭ ايوا (ستة اصوات من كبار الناخبين) صوتت هذه الولاية لصالح اوباما في العام 2008 وكانت انطلاقة حملته داخل الحزب الديموقراطي عندما فاز في الانتخابات التمهيدية فيها.
في المقابل، كان رومني الفائز في الانتخابات التمهيدية لحزبه في الولاية حتى اظهر تعداد جديد فوز ريك سانتوروم، الا ان رومني صامد خصوصا ان الصحيفة الابرز في الولاية اعلنت تأييدها له بعد ان كانت تدعم اوباما قبل اربع سنوات.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوباما يتقدم بـ 1.3% في العام 2008: فاز اوباما بـ 54% وماكين بـ 45%.
٭ نيفادا (ستة اصوات من كبار الناخبين) عانت عاصمة القمار في الولايات المتحدة من ارتفاع نسبة البطالة وازمة العقارات، ومع ان ارقام البطالة تحسنت الا انها لاتزال مرتفعة.
وحقق اوباما تعبئة كبيرة بين الناخبين المتحدرين من اصل اسباني الا ان العديد من السكان لا يرون انه نجح في تحسين الوضع الاقتصادي بالسرعة الكافية.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوباما يتقدم بـ 2.4% العام 2008: اوباما فاز بـ 55% وماكين بـ 43%.
٭ كارولاينا الشمالية (15 صوتا من كبار الناخبين) فاز اوباما في هذه الولاية الديموقراطية عادة ببضعة آلاف الأصوات فقط في 2008.
وأعلن الرئيس تأييده لزواج المثليين في مطلع العام بينما وافق سكان الولاية على تعديل يحظره والمسألة لاتزال غير محسومة.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: رومـني يتـقدم بـ 0.3% العام 2008: اوباما فاز بـ 50% وماكين بـ 49.5%.
٭ ويسكونسن (عشرة اصوات من كبار الناخبين) انها ولاية جمهورية عادة خصوصا بعد ان عزز الحزب صفوفه فيها مما يحقق نتيجة ايجابية لان التقدم الكبير الذي كان اوباما يسجله تضاءل.
كما ان بول راين المرشح لمنصب نائب الرئيس مع رومني يتحدر من هذه الولاية.
الولايات التي يمكن ان تشكل مفاجأة
٭ بنسلفانيا (20 صوتا من كبار الناخبين) اظهرت استطلاعات الرأي تقدما مريحا لاوباما قبل ستة اسابيع الا ان الارقام باتت اكثر تقاربا.
وانتخبت بنسلفانيا حاكما جمهوريا وسيناتورا جمهوريا في العام 2010، كما ان هناك دعما كبيرا للتنقيب عن الغاز الطبيعي الذي يؤيده رومني.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوباما يتـــقدم بـ 4.6% العام 2008: اوباما فاز بـ 55% وماكين بـ 44%.
٭ ميتشيغان (16 صوتا من كبار الناخبين)، مع ان الولاية هي مسقط رأس رومني الا انها لم تصوت لصالح الجمهوريين منذ العام 1988، ولايزال اوباما الاوفر حظا ولو ان الاستطلاعات الأخيرة أظهرت تنافسا اكبر.
ويمكن ان تكون خطة الانقاذ الذي طبقها اوباما والتي ساعدت عملاقي السيارات في الولاية جنرال موتورز وكرايزلر وعارضها رومني، العامل الحاسم.
معدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوباما يتقـــدم بـ 3.0% العام 2008: اوباما فاز بـ57% وماكين بـ 41%.
٭ مينيسوتا (عشرة اصوات من كبار الناخبين) اثار استطلاع حديث للرأي الاستغراب عندما اظهر ان اوباما يتقدم فقط بثلاث نقاط في هذه الولاية التي تعتبر جمهورية عادة.
ولا شك في انها انتقلت اكثر نحو الوسط من اليسار الليبرالي في الدورات الانتخابية الأخيرة، الا انها لم تصوت لصالح الجمهوريين منذ العام 1972 عام فاز ريتشارد نيكسون بفارق كبير.
معـــدل استطلاع ريل كلير بوليتكس: اوبــاما يتقدم بـ 5.0% العام 2008: اوباما فاز بـ 54.1% وماكين بـ 43.8%.