تبادلت ميليشيات ليبية متناحرة إطلاق النيران حول مبنى أمني في طرابلس أمس بعد عام من الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في انتفاضة شعبية.
وأصيب خمسة أشخاص على الأقل في الاشتباكات واخترقت رصاصة مستشفى قريبا ما سبب حالة من الذعر، وقال سكان بحي سيدي خليفة بجنوب طرابلس ان الاشتباكات اندلعت فجر أمس حين دب شجار بين وحدتين من الميليشيات تعملان بتفويض من اللجنة الأمنية العليا بشأن عضو محتجز من إحدى الوحدتين.
وقال مقيم يدعى خالد محمد لـ«رويترز»: «كلمنا الشرطة لكن لم يأت أحد للمساندة»، وأطلقت قذيفة صاروخية على مقر اللجنة الأمنية العليا ما ألحق أضرارا بالمبنى، وردت الميليشيا التي تمركزت في مكتب للبريد باطلاق قذيفة صاروخية هي الأخرى.
ودوت أصوات اطلاق النار في الحي فيما اضطر مدنيون لإغلاق شارع الزاوية حيث اشتد القتال لمنع السيارات من دخول موقع الاشتباكات، وذهب كثير من المدنيين الى منازلهم لإحضار أسلحتهم الشخصية.
وأثارت رصاصة أطلقت من المبنى حالة من الذعر في مستشفى طرابلس المركزي القريب وركض الأطباء والممرضات للاحتماء، وقال طبيب يدعى خالد بن نور ان المستشفى استقبل خمس حالات إصابة من الاشتباكات.
وأضاف «احنا عندنا مرضى وهم لا يراعون هذا الشيء»، وأضاف أنه يجب أن تتيح هذه الميليشيات للأطباء الهدوء حتى يتمكنوا من أداء عملهم.
ويسعى حكام ليبيا جاهدين الى السيطرة على الميليشيات شبه الرسمية التي تتنافس على السلطة وتفوق الشرطة والجيش سلاحا.
في غضون ذلك أغلقت بريطانيا قنصليتها بمدينة بنغازي ونقلت كل متعلقاتها الى سفارتها بالعاصمة الليبية طرابلس.
وذكرت صحيفة «قورينا» التي تصدر في مدينة بنغازي على موقعها على شبكة الانترنت أمس أن قرار الإغلاق تم قبل اجازة عيد الأضحى غير أنها أكدت أنه لم يتسن لها معرفة ملابسات إغلاق القنصلية وما إذا كانت عملية الإغلاق ستكون نهائية أم مؤقتة.
ونقلت عن مصدر أمني في بنغازي قوله ان هذه التداعيات توالت بعد الهجوم على مبنى القنصلية الأميركية في بنغازي في الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي والذي أدى الى مقتل أربعة ديبلوماسيين أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.
في سياق اخر، رفضت السلطات الملاحية الليبية السبت الماضي عبور طائرة خاصة تقل اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي لاجواء ليبيا وقررت اعادتها من الجو الى مطار القاهرة بعد اقلاعها بنحو ساعة بدعوى عدم وجود تصريح عبور مسبق.
وصرحت مصادر ملاحية مصرية بأن المسؤول العراقي كان قد توقف بمطار القاهرة على طائرته الخاصة والتي تحمله و18 مرافقا حيث تم تزويد الطائرة بالوقود لاستكمال رحلتها من بغداد الى تونس وبعد اقلاع الطائرة وتوجهها الى تونس فوجئ قائد الطائرة الخاصة برفض السلطات الملاحية الليبية عبورها الاجواء الليبية.
وحاول قائد الطائرة اقناع المسؤولين الملاحيين الليبيين بوجود وفد عال المستوى برئاسة رئيس البرلمان الا انه رفض واضطر قائد الطائرة الخاصة للعودة الى مطار القاهرة حيث استأذن برج المراقبة بالمطار وبعد هبوط الطائرة بالقاهرة تولى فريق فني الاتصال بالجهات الليبية المسؤولية وحصولهم على الموافقة الليبية وهو ما حدث بعد ثلاث ساعات ظل الوفد العراقي على الطائرة بالقاهرة حيث تم استكمال تزويد الطائرة مرة اخرى بالوقود لاستكمال رحلتها مرة اخرى الى تونس.
تأتي زيارة النجيفي لتونس تلبية لدعوة من رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة البرلمانية وامكانية تطويرها.
من جهة اخرى أعلن الأمين العام لمنظمة الشرطة الدولية (إنتربول) ان قضية اموال العقيد الليبي الراحل معمر القذافي المهربة الى الخارج ستبحث في قمة وزارية للمنظمة الاثنين في روما.
وقال رونالد نوبل في مؤتمر صحافي في روما اليوم، وخلال اجتماع وزاري، سنلتقي وزير الداخلية الليبي لمناقشة كيفية التعامل مع مشكلة الاموال التي هربها القذافي وعائلته الى الخارج».
واعتبرت السلطات الليبية الجديدة نهاية اكتوبر الماضي ان ليبيا لم تتحرر تماما من نظام القذافي رغم مرور عام على مقتله بعد ثورة مناهضة له بدأت في فبراير 2011. وتضم الانتربول 190 دولة عضوا، سيشارك منها 110 في قمة روما.
وسيبحث 110 من وزراء الداخلية والعدل في هذه الدول موضوعات عديدة بينها الاتجار بالبشر والارهاب.