أعلن المحتجون في حديقة جيزي بميدان تقسيم في اسطنبول امس مواصلة اعتصامهم وتحركاتهم التي بدأت قبل أسبوعين رغم وعد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بألا يقوم بأي تغيير في تقسيم ما دام القضاء ينظر في المسألة. وذكرت «تنسيقية تضامن تقسيم» التي تنسق التحرك الاحتجاجي بأن المحتجين سيواصلون مقاومتهم «ضد الظلم في بلادهم» وأضافت في بيان على شبكة الانترنت، «هذه ليست سوى البداية، وسنواصل النضال». وقالت «تجاهلت الحكومة مطالب واضحة ومشروعة منذ بداية المقاومة. وحاولت شق صفنا واستفزازنا وتقويض شرعيتنا».
وتابعت التنسيقية التي التقى ممثلوها مع اردوغان في مقر إقامته الرسمي بالعاصمة أنقرة إنها لم تر أي بوادر حقيقية على إحراز تقدم في محاسبة المسؤولين عن الإجراءات القمعية التي اتخذتها الشرطة أو التحقيق في مقتل الأربعة الذين سقطوا في الاضطرابات ومن بينهم رجل شرطة. وقالت موجيلا يابيجي المتحدثة باسم «تنسيقية تضامن تقسيم» ردا على سؤال بخصوص ما إذا كان المحتجون يفكرون في الانسحاب «سنواصل حراسة المتنزه». ويعتبر المتظاهرون من جهة اخرى ان حزب العدالة والتنمية (المنبثق من التيار الاسلامي) الحاكم منذ 2002 «فقد شرعيته في نظر الصحافة الوطنية والدولية» «جراء جهوده للتقسيم والتسبب في المقاومة» في ساحة تقسيم. ووجه اردوغان الخميس «تحذيرا اخيرا» الى المعتصمين لإخلاء الحديقة، ثم وعد بألا يقوم بأي تغيير فيها ما دام القضاء ينظر في المسألة، وقد اعتبرت هذه الخطوة بمنزلة انتصار صغير للمتظاهرين، ولكن مبادرة التهدئة هذه لم تلق صدى.
وقال مصطفى (43 عاما) «لن نخلي الحديقة. لماذا نفعل ذلك بعد ان حققنا ما حققناه؟ لقد عانينا الكثير، لا يمكن العودة الى الوراء»، مشيرا الى الجرحى الذين اصيبوا عندما تدخلت الشرطة بقوة لإخراجهم من الساحة. وقال طالب الطب عطا «سنبقى هنا الى حين تلبية مطالبنا».
وينظم حزب العدالة والتنمية في انقرة واسطنبول اليوم تجمعين انتخابيين تمهيدا للانتخابات البلدية المقررة في 2014، ولكن المتظاهرين يرون ان الهدف الذي يسعى اليه رئيس الوزراء مختلف تماما.
ويقول عطا «يريد ان يظهر قوته لتخويفنا وتهديدنا. نحن هنا لهذا السبب بالتحديد، هذه كل المشكلة»، مشيرا الى ميل اردوغان «نحو التسلط» كما يتهمه المتظاهرون، بعد 11 عاما في السلطة.ويضيف عطا «لن تعود الامور كما كانت في تركيا بعد اسبوعين من التعبير والحرية».
من جانبه، نوه الرئيس التركي عبد الله غول امس بالمباحثات الأخيرة التي أجرتها حكومة البلاد مع ممثلين عن المتظاهرين، داعيا المحتجين إلى العودة إلى منازلهم. وقال غول في تغريدات على حسابه على موقع «تويتر» ربما تكونون قد تابعتم التصريحات التي أدليت بها منذ اليوم الأول من الاعتصام، مضيفا لقد قلت إن ديموقراطيتنا تم امتحانها. وتابع: ان اللقاء (بين أردوغان والمحتجين) وافتتاح قنوات حوارية إشارة إلى نضج الديموقراطية، معربا عن اعتقاده بأن هذه العملية ستثمر نتائج جيدة.
ودعا غول المتظاهرين إلى فض اعتصامهم، وقال إن على الجميع الآن العودة إلى المنزل.
الى ذلك، اختطفت مجموعة مسلحة من اعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالي 25 من عمال الغابات وصادروا هواتفهم المحمولة في ضواحي قرية «داليسان» التابعة لبلدة «يايلي ده ره» في محافظة بينغول جنوب شرقي تركيا.
وذكرت صحيفة حرييت امس ان مسلحي المنظمة الانفصالية اختطفوا ايضا مقاولا وعاملا متجهين الى جهة غير معلومة بالمناطق الجبيلة المغطاة بالغابات والقريبة من مكان الحادث بعد إحراق 20 طنا من الاخشاب المقطوعة من قبل العمال وثلاث سيارات وخيم العمال.