اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الفلسطينيين بافتعال «أزمات مصطنعة» حول محادثات السلام خلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في القدس.
وبدأ كيري امس في القدس جولة محادثات جديدة في محاولة لإنقاذ محادثات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال نتنياهو «انا قلق على تطور (المحادثات) لأنني أرى الفلسطينيين يواصلون.. افتعال ازمات مصطنعة والهرب من القرارات القوية اللازمة لصنع سلام حقيقي». واكد لكيري «آمل ان تساعد زيارتكم في دفعهم الى مكان نستطيع فيه تحقيق السلام التاريخي الذي نسعى اليه». ولكن كيري سعى الى تهدئة الموقف قائلا «مرت ثلاثة اشهر على هذه المفاوضات.. هنالك دائما صعوبات وهنالك دائما توترات» مضيفا «نحن بحاجة الى مساحة للتفاوض بشكل سري وهادئ».
وبدا كيري حذرا في حديثه عن الهدف الطموح الذي يقضي بالوصول الى اتفاق في غضون تسعة اشهر قائلا «امامنا ستة اشهر للوصول الى الجدول الزمني الذي حددناه لأنفسنا وانا واثق من اننا نملك القدرة على إحراز التقدم».
وبعيد لقائه نتنياهو، توجه كيري الى مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية لحضور حدث اقتصادي وبعده التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وسيلتقي كيري في وقت لاحق الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ثم نتنياهو مجددا. واستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في أواخر يوليو الماضي عقب ضغوط كبيرة من واشنطن، بعد تعثرها لثلاثة اعوام.
واعلن مسؤول فلسطيني كبير «عقدت الليلة قبل الماضية جلسة مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية بوجود الطرف الأميركي لكن الجلسة كانت متوترة جدا وانفجرت الجلسة بسبب التعنت الإسرائيلي».
وأشار المسؤول الى ان الفلسطينيين غاضبون من الادعاءات الإسرائيلية التي تقول ان العطاءات الاستيطانية جاءت «كتفاهمات» بين الجانبين عقب اطلاق سراح 26 أسيرا فلسطينيا قديما الاسبوع الماضي.
وأوضح المسؤول «إسرائيل تدعي انه يوجد صفقة لاستمرار الاستيطان مقابل اطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى وهذا غير صحيح على الاطلاق».
وأضاف «أوضح الوفد الفلسطيني امام الطرف الأميركي رفضه لهذه الادعاءات بشكل مطلق ولكن الجانب الاسرائيلي مصر على استمرار الاستيطان ونحن لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة». وعقدت حتى الآن حوالي 20 جلسة تفاوضية في غضون الأشهر الثلاثة هذه، وفي حال لم يلق الوسيط الأميركي بثقله فان المفاوضات آيلة الى الفشل كما حذر مسؤولون فلسطينيون ووسائل اعلام إسرائيلية. وحدد المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون لأنفسهم هدفا يقضي بالتوصل الى اتفاق سلام نهائي خلال تسعة اشهر. من جانبهم نظم فلسطينيون يعارضون زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للضفة الغربية احتجاجا صغيرا امس في مدينة بيت لحم قبل وصوله إلى المدينة لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.