حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن البديل عن مفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية المتأزمة حاليا، هو الفوضى والعنف. وحاول جاهدا الحؤول دون ان تؤدي الأزمة الناشبة بين الجانبين حول ملف الاستيطان الى انهيار مفاوضات السلام.
لذلك أكد بعد ثلاثة أشهر من استئناف مفاوضات السلام، أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن جهودها للتوسط من اجل التوصل الى اتفاق بحلول موعد نهائي في مايو المقبل.
وقال كيري في بيت لحم بالضفة الغربية:« كأي مفاوضات سيكون هناك لحظات من النجاح ولحظات من الاخفاق والأمر يتأرجح». وأضاف:« لكن يمكنني أن أخبر الرئيس الأميركي باراك اوباما انني عاقد العزم ولن نتوقف في جهودنا لتحقيق الاحتمال». وخلال محاولته لتشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على الاستمرار، أعلن كيري عن مساعدة بقيمة 75 مليون دولار لدعم البنية التحتية للفلسطينيين. وأصر بعد مغادرته بيت لحم وعودته إلى القدس أمس الأول للتفاوض مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وعقد اجتماع ثان مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مائدة العشاء، «أنا مقتنع من خلال محادثاتي مع نتنياهو، وكذلك مع الرئيس الفلسطيني محمودعباس، أن هذه ليست مهمة مستحيلة، وأنه يمكن تحقيق ذلك».
وقال كيري لبيريز « كما قلت منذ لحظات، ليس هناك بديل ستكون هناك فوضى وعنف واضطراب ومواجهة في ظل غياب السلام».
وجاءت تصريحات كيري بعد تقديرات متشائمة من طرفي النزاع حيث بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق متشائمين بشأن فرص التوصل إلى اتفاق. حيث قال نتنياهو إنه « قلق » بشأن وضع المحادثات التي استؤنفت في أواخر يوليو الماضي بعد توقفها لنحو ثلاث سنوات. في حين أكد مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد إنه لم يتم إحراز تقدم بعد 18 جلسة تفاوض. وأشار حماد إلى ان الفلسطينيين لن ينسحبوا من المفاوضات، وحث كيري على ان يكون أكثر قوة في شجب بناء المستوطنات الإسرائيلية على أرض يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها. ويأتي شجب كيري بعد انهاء محادثاته مع عباس في بيت لحم وقبل العودة إلى القدس من اجل لقاء ثان مع نتنياهو. حيث شدد على ان « موقف الولايات المتحدة من المستوطنات هو اننا نعتبر الآن ولطالما اعتبرنا المستوطنات غير شرعية». وجاءت آخر عقبة أمام المفاوضات اثر تصريحات مسؤولين اسرائيليين كبار قالوا فيها ان القادة الفلسطينيين والولايات المتحدة وافقوا ضمنا على استئناف الاستيطان مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين. ونفت الولايات المتحدة والفلسطينيون هذه التصريحات. وقال مسؤول فلسطيني كبير طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس «ان اسرائيل تزعم ان هناك اتفاقا حول استئناف الاستيطان في مقابل الافراج عن الاسرى، هذا خاطىء تماما والوفد الفلسطيني طرح ذلك امام الجانب الاميركي».
كما صرح الوزير الاميركي «في ما يتعلق بالعودة الى المحادثات، اود ان يكون جليا تماما ان الفلسطينيين لم يوافقوا في اي وقت من الاوقات وباي شكل من الاشكال على قبول الاستيطان».
واضاف «هذا لا يعني انهم لم يكونوا على علم - او لم نكن نحن على علم - بانه سيكون هناك بناء» استيطاني.