شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات مسلحة، بين كتائب محسوبة على مدينة مصراتة ومنطقة سوق الجمعة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين.
ووقعت اشتباكات طوال ليل امس الأول، وحتى الساعات الأولى من صباح امس، بين كتائب محسوبة على مدينة مصراتة ومنطقة سوق الجمعة، التي تعد من ضواحي العاصمة، تسببت بحسب تصريحات طبية أولية من مستشفى طرابلس إلى مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص بجروح.
وفي غياب أي تصريح رسمي للحكومة الليبية أو رئاسة أركانها، ظل المشهد غامضا بعد إقفال معظم الشوارع الرئيسية التي تؤدي للعاصمة، فيما ظلت القنوات المرئية غائبة بدورها عن المشهد. واندلعت هذه الاشتباكات عقب الإعلان عن وفاة قائد إحدى كتائب مصراتة المتمركزة في طرابلس نوري فريون، إثر شجار وقع في أحد بوابات التفتيش بمنطقة سوق الجمعة قبل يومين.
ورغم مطالبة عائلة القتيل بعدم تصعيد الموقف درءا للفتنة، إلا ان رفاقه من الكتائب المحسوبة على مدينة مصراتة دخلوا في مواجهات مسلحة مع كتائب سوق الجمعة.
وأكد شهود عيان ان مختلف أنواع الأسلحة استخدمت في الاشتباكات وأن أصوات تبادل الرصاص والقذائف لم تتوقف طوال الليلة قبل الماضية. وأكد الشهود ان كتائب سوق الجمعة تمكنت من السيطرة الكاملة على مقر أحد كتائب مصراتة بمقر الكلية العسكرية للبنات، والتي يطلق عليها كتائب السويحلي، فيما تعهدت هذه الكتائب بمواصلة المعركة إلى حين طرد جميع الكتائب التي لا تنتمي للعاصمة طرابلس.
الى ذلك، توجد اعتصامات وتظاهرات مستمرة داخل موانئ إنتاج النفط الليبية، ما أدى إلى تقليل الإنتاج الليبي من مليون و400 ألف برميل في اليوم إلى 150 ألف برميل، جراء سيطرة مجموعة مسلحة من حرس المنشآت النفطية على عدد من موانئ التصدير بحجة بيع النفط من دون عدادات، ما أدى إلى تكبد ليبيا خسائر مالية فادحة لمؤسسة النفط والعديد من الغرامات إثر عدم التزامها بعقود التصدير المتفق عليها مع بعض الدول في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد الآن.
وفي هذا السياق، قال وزير النفط الليبي عبدالباري العروسي ان خسائر وقف تصدير النفط الخام عبر عدد من موانئ التصدير التي يسيطر عليها مسلحون بلغت حتى الآن 7 مليارات و500 مليون دولار، لافتا انه توجه بمذكرة إلى رئيس لجنة الأزمة التي شكلها البرلمان لمتابعة تداعيات إقفال موانئ وحقول النفط، وأن المبلغ المذكور شمل كل الحقول في شرق وغرب البلاد.
وأضاف ان إقفال المواقع النفطية ترتب عليه تخفيض حصة ليبيا بالسوق العالمي بسبب حلول منتجات بديلة من الجزائر ونيجيريا وانخفاض الثقة بالخامات الليبية وعزوف الزبائن عنها بسبب عدم الاستقرار في تسليم الشحنات.
من جانبه، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي د.محمد عبدالعزيز ـ في تصريحات له ـ إن قوت الشعب الليبي يأتي من عائدات النفط وإن استمررنا بخسارة 130 مليون دولار من ميزانيتنا يوميا فسوف لن تكون لدينا ميزانية 2014.
وحذر عبدالعزيز من استمرار إغلاق الموانئ النفطية من قبل بعض العناصر، مؤكدا أن الخسائر جراء هذا الإغلاق خلال الشهور الماضية هي خسائر فظيعة وذات تأثير على المواطنين وأن الحكومة لن تكون قادرة على توفير الميزانية في عام 2014.
بدورها، كشفت الحكومة الليبية عن أن المحتجين في الموانئ المصدرة للنفط يستعدون لبيعه بشكل مستقل عن المؤسسة الوطنية للنفط وأن قائد المحتجين إبراهيم حضران يريد تصدير النفط لحساب مجموعته وأنهم لا يريدون تقديم أي تنازل.
وفي هذا السياق وجه رئيس الوزراء الليبي علي زيدان تهديدا باستخدام جميع الوسائل اللازمة بما فيها الجيش لمنع المحتجين في الموانئ المصدرة للنفط من بيع الخام بشكل مستقل عن الدولة، لافتا الى انه إذا جاءت أي ناقلة إلى الميناء لتحميل النفط فسنستخدم كافة الوسائل لمنعها، مشددا على أن هذا العمل من شأنه ان يؤدي الى تدخل الجيش أو البحرية أو القوات الجوية حسب ما جاء في اذاعة شمس اف.
وذكر بيان للحكومة أنه تم رصد العديد من الأسماء وهي الآن تحت المراقبة وستعطى أسماء هذه الشركات إلى النائب العام الليبي ليتولى متابعة إجراءاتها مع الشرطة الدولية.