- دعوة «حماس» لحضور اجتماع بمنظمة التحرير لأول مرة منذ 2007
لوحت الولايات المتحدة الأميركية بإعادة النظر في المساعدات التي تقدمها للسلطة الفلسطينية وذلك ردا على اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه حركتي «فتح» و«حماس» في غزة، والذي أنهى 7 سنوات من الانقسام الفلسطيني، بينما تواترت وتباينت ردود الأفعال الإسرائيلية والدولية تجاه الاتفاق. فقد اعتبر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «من يختار حماس لا يريد السلام».
وأمر نتنياهو رئيسة وفد المفاوضات تسيبي ليفني بالامتناع عن المشاركة في اجتماع كان مقررا أمس الأول مع الجانب الفلسطيني، احتجاجا على المصالحة.
ونقلت إذاعة إسرائيل عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها ان «المصالحة غيرت في قواعد اللعبة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي اختارت الوحدة مع (حماس) رغم التحذيرات الأميركية والإسرائيلية».
وكشفت المصادر عن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس «جملة وتفصيلا» عروضا إسرائيلية بتصفية (حماس)، لافتة إلى انه «قدم للحركة حبل النجاة» من خلال اتفاق المصالحة.
ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بانه «طالما يوجد تحالف مع حماس فانه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل»، فيما اعتبر رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين، ان «اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير يعني عمليا تشكيل حكومة إرهاب وطني لا تستهدف إلا السعي للقضاء على إسرائيل».
وفي المقابل، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ألا «تناقض بين المفاوضات والمصالحة»، مؤكدا التزام الفلسطينيين بالسلام القائم على الشرعية الدولية.
وقال عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية ان «مثل هذه الخطوة المدعومة عربيا ودوليا ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على إنجاز حل الدولتين وتنسجم مع مبادرة السلام العربية.
في غضون ذلك، حذرت واشنطن من أن اتفاق المصالحة قد «يعقد» الجهود الجارية لتحريك العملية السلمية، معربة عن «خيبة أملها».
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن واشنطن سيكون عليها إعادة النظر في مساعدتها للفلسطينيين إذا شكلت حركة فتح حكومة مع (حماس). وبدورها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي ان «غياب الالتزام الواضح بهذه المبادئ يمكن أن يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات».
وقالت بساكي إنه «من الصعب التفكير كيف ستتمكن إسرائيل من التفاوض مع حكومة لا تؤمن بحقها في الوجود»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تشعر في آن واحد بـ «خيبة أمل» وبـ «القلق» إزاء هذا الإعلان.
إلى ذلك، قال سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، إنه وجه دعوة لحركة حماس لحضور اجتماع المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي سينعقد يومي السبت والأحد المقبلين في رام الله، بالضفة الغربية، لأول مرة منذ الانقسام في 2007.
من جهة أخرى، رحبت كل من روسيا والصين بالمصالحة بين «فتح» و«حماس» باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل بناء التضامن بين الفلسطينيين.
وأعربت مصر عن ترحيبها ودعمها لاتفاق المصالحة، مؤكدة استمرار دورها التاريخي والقومي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، فيما شددت كل من قطر وتركيا على دعمهما لجهود التضامن الفلسطيني، من أجل دعم الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام.