اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحقيق المصالحة مع حركة حماس «غير مفيد».
واكد اوباما، في تصريحات خلال زيارته لكوريا الجنوبية امس، انه ربما تكون هناك حاجة «لوقفة» في محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. واشار الى ان الطرفين ليست لديهما الإرادة لتقديم التنازلات اللازمة.
وردا على اعلان اسرائيل الانسحاب من المفاوضات، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «لا تزال هناك امكانية للتقدم، لكن يتعين على القادة ان يقوموا بتسويات من اجل ذلك. واذا لم يرغبوا في القيام بالتسويات الضرورية، فسيصبح ذلك صعبا جدا». واضاف كيري امس الاول: «لن نتخلى ابدا عن آمالنا وتعهدنا بمحاولة التوصل الى السلام. ونعتقد انه السبيل الوحيد لكن في الوقت الراهن الوضع وصل حقيقة الى مستوى بالغ الصعوبة». الى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، امس أنه وضع استقالة الحكومة أمام الرئيس محمود عباس، تمهيدا لتشكيل حكومة توافق وطني تنفيذا لاتفاق المصالحة. وقال الحمد الله في رسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني «حرصا على إتمام عملية المصالحة فإنني أضع استقالتي والحكومة بين يدي فخامتكم متى شئتم». من جهة أخرى، أكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن «حماس» حركة فلسطينية ليست «إرهابية» وغير مطالبة بالاعتراف بدولة إسرائيل.
وقال عريقات، في تصريح خاص لقناة «سكاي نيوز» بالعربية امس، إن من حق حماس ألا تعترف بإسرائيل، واصفا تدخل إسرائيل في الشأن الفلسطيني بـ«الوقح والسافر»، مشيرا إلى أن إسرائيل تعلم أنه لا يمكن تحقيق دولة فلسطينية على حدود 67 دون مصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وأضاف أن إسرائيل تذرعت باتفاق المصالحة الفلسطينية لإيقاف مفاوضات السلام، معتبرا فرضها عقوبات على السلطة بمنزلة «بلطجة». وشدد عريقات على أن القيادة الفلسطينية ستدرس كل الخيارات للرد على قرار اسرائيل وقف مفاوضات السلام.
في غضون ذلك، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة واسعة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة لإظهاره كشخص رافض للسلام مع إسرائيل، على خلفية التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطيني الأخير. وقال نتنياهو إن اتفاق المصالحة سيؤدي الى «قتل عملية السلام». وأضاف في مقابلة خاصة مع شبكة تلفزيون «فوكس نيوز» الأميركية أن استمرار الرئيس عباس في اتفاق المصالحة سيدفن بالضرورة مباحثات السلام، واصفا الاتفاق بأنه صفعة للسلام ولإسرائيل وللشعب الفلسطيني الذي قال إنه عليه ان يختار بين المضي الى الامام او الرجوع الى الخلف من خلال الاتفاق مع «حماس».
وبموازاة ذلك، أعد مكتب نتنياهو، تسجيل ڤيديو يظهر الرئيس عباس، وهو يرفض الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ويؤكد رغبته بالمصالحة الفلسطينية. وتم نشر هذا الڤيديو من قبل عوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو، على حسابه على (تويتر)، تحت عنوان« شاهدوا أبو مازن يقول لا للسلام». وكشف وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلية جلعاد أردان، عن سلسلة عقوبات اقتصادية بحق الفلسطينيين، أولها وقف كامل في أموال المقاصة الشهرية المستحقة للفلسطينيين، ردا على اتفاق المصالحة الفلسطينية. وبحسب أردان، فإن العقوبات المفروضة سترتفع تدريجيا، مع تطور تنفيذ بنود المصالحة، قائلا «وسنبدأها بوقف تحويل إيرادات المقاصة الشهرية، التي يعتمد عليها الفلسطينيون في نفقاتهم الشهرية».