عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات:
أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ختام اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لحكومته، بتشكيل لجنة وزارية للبحث في ضم مناطق بالضفة الغربية إلى إسرائيل يرأسها وزير الدفاع موشيه يعلون، وذلك كرد على تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية.
وبحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» فإن كل من وزير الاقتصاد نفتالي بينيت ووزير الجبهة الداخلية والاتصالات جلعاد أردان، طالبا خلال الاجتماع بضم مناطق من الضفة إلى إسرائيل، وأن تكون الخطوة الأولى بضم الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون».
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية ان وزير المالية يائير لبيد ووزيرة القضاء تسيبي ليفني عارضا هذا الاقتراح، مشيرة الى أن الاجتماع المشار إليه والذي عقد امس الاول جرى في أجواء مشحونة.
كما تقرر خلال الاجتماع اتخاذ خطوات عقابية ضد الفلسطينيين في أعقاب تشكيل الحكومة الجديدة، بينها منع حركة «حماس» من المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة، وزيادة المبلغ الذي ستخصمه إسرائيل من المستحقات الضريبية التي تجبيها لصالح الفلسطينيين بمبلغ 30 مليون شيكل شهريا، وسحب بطاقات شخصية مهمة جدا من قياديين فلسطينيين بهدف تقييد حريتهم بالتنقل. وفي سياق متصل، وجه وزراء إسرائيليون انتقادات حادة الى قرار الولايات المتحدة الأميركية العمل مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية الجديدة التي تدعمها حركة «حماس»، بينما وصف نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية قرار واشنطن بـ «الهام»، مؤكدا انه يشكل رسالة للحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي بأن الموقف الفلسطيني منسجم تماما مع الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وقال وزير الجبهة الداخلية والاتصالات في الحكومة الإسرائيلية جلعاد اردان امس «للاسف، السذاجة الأميركية حطمت كل الارقام القياسية. اي تعاون مع حماس التي تقتل نساء وأطفالا غير مقبول»، وانتقد ما وصفه بـ «الاستسلام الأميركي الذي لا يمكن، إلا أن يضر بفرص إعادة إطلاق مفاوضات» السلام مع الفلسطينيين.
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت امس الاول عن نيتها التعاون مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية الجديدة التي أقسمت اليمين امس الاول، والإبقاء على مساعداتها للسلطة الفلسطينية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «شكل حكومة تكنوقراط انتقالية لا تشمل عناصر مرتبطة بحماس وسنحكم على هذه الحكومة من خلال أفعالها».
وأضافت «بناء على ما نعرفه الآن فإننا نعتزم العمل مع هذه الحكومة»، مؤكدة ان الولايات المتحدة «ستراقب من كثب لضمان التزام (الحكومة) بمبادئ اللاعنف والاعتراف بدولة إسرائيل».
وفي سياق ذي صلة، وجه أعضاء في الكونغرس الأميركي انتقادات شديدة اللهجة لوزير الخارجية جون كيري بسبب تصريحات وزارته بأنها ستعمل بصورة اعتيادية مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية.
وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام ان الحكومة الجديدة مدعومة من قبل منظمة تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية وترمي الى تدمير دولة إسرائيل. وأضاف «لا اعرف كيف تجرؤ وزارة الخارجية على القول بانها ستعمل كالمعتاد مع الحكومة الفلسطينية الجديدة. منذ متى تتعامل الولايات المتحدة مع منظمات إرهابية؟ منذ متى نقدم مساعدات للإرهابيين الذين يريدون تدمير اهم حليف لنا في الشرق الأوسط؟».
بدوره، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون ديرمر إن بلاده مصابة بـ «إحباط شديد» بسبب رفض الادارة الأميركية دعوتها إلى مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة.