الوضع في اليمن لم يغادر دائرة الخطر رغم مرور سنتين على سقوط نظام علي عبدالله صالح، ورغم انعقاد مؤتمر الحوار الوطني على أساس المبادرة الخليجية، وتخوض صنعاء برئاسة عبدربه منصور هادي مواجهات أمنية وعسكرية على ثلاث جبهات في الوقت ذاته: جبهة القاعدة والإرهاب، جبهة الحراك الجنوبي والانفصال، وجبهة الحوثيين والسيطرة.
وقد أصبح الحوثيون هم العامل الأكثر بروزا في الفترة الأخيرة، فالحوثيون المدعومون من إيران وسعوا نطاق سيطرتهم في شمال البلاد وبات لهم تواجد وبنى تحتية في العاصمة صنعاء، ومع وصول المعارك الى مدينة عمران القريبة من صنعاء تصبح العاصمة في متناول يدهم.
وهذا ما تعتبره الحكومة المركزية بمثابة خرق لـ«خط أحمر» وكذلك تهديد لمجمل العملية السياسية وميزان القوى، وأيضا للمعادلة الإقليمية في اليمن، بحيث تصبح إيران صاحبة النفوذ الأقوى داخل اليمن وعلى أرضها، خصوصا أن لها صلات أيضا بـ «الحراك الجنوبي».
وينظر إلى «معركة عمران» على أنها معركة فاصلة وتشكل نقطة تحول في مجرى الوضع اليمني، وهذه المعركة العنيفة تدور بين الحوثيين وقوات حكومية يدعمها مسلحون موالون لحزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) وشن الطيران الحربي لليوم الثاني على التوالي غارات عدة على مواقع حوثية عند المدخل الجنوبي للمدينة وسط محاولات لفتح الطريق الرئيسي أمام التعزيزات العسكرية القادمة من صنعاء، تمهيدا لمعركة «كسر عظم» فاصلة بين الطرفين.
وعد بيان للحوثيين الذين يتخذون اسم «أنصار الله» أن مشاركة الطيران في القصف على مدينة عمران تشكل «منزلقا خطيرا للغاية وأمرا غير مقبول ومرفوضا». ويؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية أنهم ليسوا في مواجهة مع الدولة بل مع التجمع اليمني للإصلاح ومع اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد أن كان أحد أبرز أركان نظامه.
وفي المقابل، يتهم الحوثيون بأنهم يسعون إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد إلى دولة اتحادية، وسبق أن حقق الحوثيون في عمران تقدما على حساب آل الأحمر، وهم زعماء قبيلة حاشد النافذة التي معقلها عمران.