تعهد الرئيس الأوكراني الجديد بترو بوروشنكو بالحفاظ على وحدة بلاده وقيادتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال بوروشنكو في خطاب ألقاه أمس أثناء حفل أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان ليكون الرئيس الخامس لأوكرانيا المستقلة، مخاطبا الشعب الأوكراني «لا أريد الحرب لا أريد الانتقام. أريد السلام وسأفعل ما بوسعي من أجل وحدة أوكرانيا».
وتوجه الرئيس الجديد إلى سكان منطقة دونباس الصناعية الناطقة بالروسية التي يسيطر المتمردون المسلحون الموالون لروسيا على جزء كبير منها وينوي زيارتها قريبا، ليعدهم بإلغاء المركزية في السلطة وضمان الاستخدام الحر للغة الروسية.
وقال بوروشنكو متوجها الى سكان شرق أوكرانيا «لن نتخلى عنكم في أي ظرف كان»، مضيفا «سآتي قريبا للقائكم حاملا رسالة السلام وضمانة الاستخدام الحر للغة الروسية». واعترف بوروشنكو بأن إحلال السلام سيكون مستحيلا بدون تطبيع العلاقات مع روسيا، مؤكدا ان وضع شبه جزيرة القرم، والتوجه الأوروبي لأوكرانيا ليسا موضع نقاش.
وأكد ان «القرم كانت وستبقى أوكرانية. قلت ذلك بوضوح في النورماندي الى الرئيس الروسي» فلاديمير بوتين، مشددا على أنه «لا مساومة ممكنة حول القرم والخيار الأوروبي لأوكرانيا والبنية السياسية للبلاد»، رافضا بذلك فكرة الفيدرالية التي تدعو موسكو الى تطبيقها في المناطق الناطقة بالروسية.
ووعد الرئيس بأن «يوقع في اسرع وقت ممكن» الشق الاقتصادي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وإدخال نظام جديد للتأشيرات للأوكرانيين. وقال بوروشنكو ان «الأوكرانيين انتزعوا لفترة طويلة من أوروبا. اليوم نعود الى بيتنا، انها عملية لا رجعة عنها».
من جهته، اعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ثقته بفرص إحراز تقدم لوقف التصعيد في الأزمة الأوكرانية، وعبر عن أمله في إمكان تجنب فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال كيري من فرنسا التي يزورها غداة الاحتفالات بالذكرى الـ 70 لإنزال الحلفاء في النورماندي «انا واثق اننا يمكن ان نشهد في الأيام المقبلة خطوات تتخذ تؤدي الى خفض التوتر، وننتظر من روسيا ان تقدم مساعدتها ونأمل في الا نضطر لفرض عقوبات أشد أو إجراءات أخرى».
وتزامنا مع ذلك، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعزيز عمليات المراقبة على الحدود مع أوكرانيا، حيث يتدفق سكان الشرق هربا من المعارك.
في هذه الأثناء، دعت وزارة الخارجية الروسية الرئيس الأوكراني الجديد إلى التصرف وفقا «لمبادئ مجتمع ديموقراطي» والإفراج عن صحافيين روسيين اعتقلا في شرق أوكرانيا.
وفي أول بيان روسي رسمي بعد أداء بوروشنكو اليمين الدستورية أقرت الخارجية الروسية بتنصيبه لكنها لم تعلق على الكلمة التي ألقاها وأكد فيها على أن أوكرانيا لن تتنازل عن حقها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها، وركز بيان الخارجية الروسية على اعتقال الصحافيين اللذين يعملان لقناة ستار التلفزيونية، واللذين قالت السلطات الأوكرانية إنهما اعتقلا أمس الأول للاشتباه في أنهما يقومان بأنشطة مراقبة. وقد رحب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بتنصيب بوروشنكو.