- آلاف الفلسطينيين يفرون من حي الشجاعية حفاة وبملابس النوم
- انهيار الهدنة الإنسانية القصيرة
خرج آلاف الفلسطينيين من حي الشجاعية الغزاوي بملابس نومهم حفاة امس بعد ليلة مرعبة من القصف الاسرائيلي المكثف. وجاءت العملية العسكرية ردا على ما يبدو على الضربات الموجعة التي تلقاها الجيش الاسرائيلي وادت الى مقتل اكبر عدد من جنوده منذ اطلاق عمليته «الجرف الصامد» في غزة.
وحتى الهدنة الإنسانية التي طلبها الصليب الأحمر لمدة ساعتين لم تصمد.
وتعليقا على القصف نقلت «رويترز» عن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قولها «تلقى سكان الشجاعية قبل يومين رسائل مسجلة لاجلاء المنطقة لحماية حياتهم».
كذلك اعلنت ان الجيش عزز وجوده أمس بهدف تدمير مخزونات الصواريخ وشبكة أنفاق كبيرة حفرتها حماس على طول حدود القطاع مع إسرائيل.
وراح ضحية المجزرة أكثر من 40 قتيلا وما يزيد على 440 جريحا في عدد هو الاعلى منذ انطلاق العدوان على القطاع منذ اسبوعين، فيما اتهمت حماس برفض هدنة انسانية لمدة ثلاث ساعات لإسعاف الجرحى وانتشال الجثث. وقالت الطواقم الطبية ان الجيش الاسرائيلي يمنع الاسعاف من الوصول الى اماكن المصابين.
وفي مستشفى الشفاء الواقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الحي المنكوب، قال رجال كبار في السن إن الهجوم هو الأعنف منذ حرب عام 1967عندما احتلت إسرائيل غزة.
وتحدث سكان هاربون من حي الشجاعية عن سقوط مئات القذائف المدفعية على منازلهم ما اجبر الآلاف على التوجه الى وسط المدينة بحثا عن ملاجئ آمنة، مؤكدين ان عشرات القتلى ومئات الجرحى سقطوا. وأن جثث الضحايا كانت منتشرة في الشوارع وطواقم الاسعاف لا تستطيع الوصول اليها.
وترددت صرخات سكان يسألون عن ذويهم عبر باحة مستشفى الشفاء حيث تجمع سكان الحي في الوقت الذي وضعت فيه الجثث والمصابون على الأرض الملطخة بالدماء.
وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها «رويترز» من أحد السكان نحو 12 جثة مشوهة بينها ثلاث جثث لأطفال ملقاة في الشوارع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة ان «قوات الاحتلال منعت نقل الجرحى والمصابين والشهداء من مكان استشهادهم الى المستشفيات».
وأكد القدرة في تصريح صحافي ان القوات الاسرائيلية أطلقت قذائفها وصواريخها بشكل كثيف على سيارات الاسعاف والدفاع المدني وكذلك منازل المواطنين.
وقال ان الاحتلال الذي توعد بهدم حي الشجاعية كليا واعتبر ان هذا الحي منطقة عمليات عسكرية مغلقة يحظر على أي جهة الدخول اليها.
واتصل البعض بسيارات الاسعاف التي لم تتمكن من القدوم الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع اسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي الاسرائيلي.
لهذا اضطر آلاف من السكان اليائسين للهرب من منازلهم عند بزوغ الفجر، ومشوا ساعتين او اكثر متوجهين الى مدينة غزة.
وتوسل العديد من الرجال والنساء في المنطقة من سائقي سيارات الاسعاف الذهاب الى احيائهم لاسعاف المصابين.
وقام احدهم بالصراخ على علاء «هناك قتلى في بيتنا لماذا لا تريدون القدوم؟». واجابه المسعف بإحباط «نحن نحاول ولكن لا يمكننا ان نصل الى هناك. اطلقوا علينا النيران اكثر من مرة».
وتقول مرح الوادية (23 عاما) من شارع النزاز في حي الشجاعية عبر الهاتف لوكالة فرانس برس «هذه احد اسوأ ايام حياتنا. نجلس جميعنا في غرفة واحدة منذ ليل امس في انتظار توقف القذائف لنخرج من هنا والشظايا تدخل المنزل من كل جهة».
وقد عرض الصليب الأحمر الدولي التوسط لإقرار هدنة إنسانية لساعتين، لإخلاء القتلى والجرحى في الأحياء الشرقية لمدينة غزة.
وحتى هذه الهدنة الانسانية القصيرة التي اعلنت اسرائيل التزامها بها لم تصمد وانهارت مع اعلان الجيش الاسرائيلي أنه استأنف قصف حي الشجاعية بغزة.
وكان يفترض أن تمتد «ما بين الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر والساعة الثالثة والنصف» بالتوقيت المحلي.
وقال الجيش في بيان «خلال هذا الوقت، ندعو السكان الفلسطينيين الى اخلاء المنطقة والتوجه غربا وعبور طريق صلاح الدين الى مدينة غزة».
وحذر الجيش من انه «لن يتم التسامح مع اي محاولة لخرق هذه النافذة»،لكن الجيش الاسرائيلي جدد قصف الحي متهما حماس بخرق الهدنة.
وقبل ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الحركة« سامي أبو زهري» في تصريح صحافي، نقلته وكالة الأناضول أمس إن مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، اتصل بالحركة وعرض التوسط لعقد تهدئة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين سيارات الإسعاف من إجلاء الجرحى والمصابين.
وأكد أبو زهري، أن حركته وافقت على هذه التهدئة، لكن إسرائيل رفضتها، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لا يسمح لسيارات الإسعاف بالقيام بدورها.
سياسيا، أدانت الرئاسة الفلسطينية «المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الحكومة الاسرائيلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة».
وطالب نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس في البيان «الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره».
في غضون ذلك، أعلنت كتائب «الشهيد عزالدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» أن مقاتليها تمكنوا فجر أمس من قتل 14 جنديا اسرائيليا شمال شرق مدينة غزة.
وذكرت كتائب القسام في بيان صحافي أنها أوقعت قوة راجلة ومؤللة من جنود الاحتلال في كمين محكم بعد استدراجها عند محاولتها التقدم شرق حي التفاح القريب من السياج الفاصل مع اسرائيل.
وأوضحت ان دبابات اسرائيلية وناقلات جند وقعت في حقل ألغام مكون من عبوات برميلية تم تفجيرها بالكامل قبل أن يتقدم مجاهدو الكتائب ويطلقوا النيران على كل من في الاليات الاسرائيلية وعددهم 14 عسكريا ما أدى الى تدمير القوة الاسرائيلية بالكامل.
كما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن مجزرة الشجاعية شرق مدينة غزة انما هي «محاولة صهيونية لحفظ ماء وجوههم بعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة لجيشهم المعتدي».
وذكرت الحركة، في بيان «أن جريمة العدو البشعة في حي الشجاعية كشفت عن مستوى الوحشية والحقد الذي يتملك قادته، وهم يحاولون حفظ ماء وجوههم بعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة لجيشهم المعتدي».