واشنطن ـ أحمد عبدالله
تتجه واشنطن في المرحلة الحالية من تطور الأزمات المتلاحقة في الشرق الأوسط الى مراجعة شاملة لسياستها تجاه كل من العراق وسورية ودول أخرى في المنطقة بصفة عامة بعد ان برهنت الأحداث على ان مواقفها السلبية خلال السنوات القليلة الماضية أسفرت عن نتائج كارثية.
وقال الباحث الرئيسي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية آنتوني كوردسمان في ورقة أصدرها من المركز الأسبوع الماضي ان مواقف إدارة الرئيس أوباما كانت خاطئة في سورية والعراق وانه كان بإمكان الإدارة القيام بدور افضل في الشرق الأوسط على وجه العموم من الدور الذي قامت به.
وقال كوردسمان في ورقته ان بعض ابرز أخطاء الإدارة كان دعم نوري المالكي والتقارير المضللة عن مدى فاعلية قوات الامن العراقية والصمت تجاه سياسات الاقصاء التي اتبعتها الحكومة العراقية وادت الى الانفجار الراهن في صفوف سكان وسط وغرب العراق والامتناع عن دعم المعارضة السورية المعتدلة على نحو افضى الى توسع داعش وقدرتها في نهاية المطاف على السيطرة عن اكثر من ثلث الأراضي السورية.
وتابع «علينا ان نكون اكثر حذرا في التعامل مع المفاهيم التي تروج الآن. ان الدولة الإسلامية لم تنشأ بسبب قوة مفاجئة اكتسبها المتشددون الارهابيون او بسبب أي دعم خارجي تلقوه من هذه الدولة او تلك.
لقد نشأت نتيجة فشل سياسات الرئيس بشار الأسد الذي استخدم القمع بدلا من الحوار وفشل سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والنظام القمعي الذي اسسه باسم الديموقراطية والسياسات الاقصائية التي اتبعها منذ إعادة انتخابه في 2010».
واقترح كوردسمان استخدام القوة العسكرية في العراق وسورية بعد انتخاب المالكي واذا ما واصلت دمشق رفض أي تسوية مقبولة تتيح للمعارضة المعتدلة ان تكون مع الجيش السوري جبهة مشتركة لمقاتلة الإرهاب وذلك بعد إقامة نظام متوازن يمثل كل مكونات المجتمع السوري وينبذ سياسات القمع حسب قوله.
وتابع «نحن نواجه ثلاثة خصوم وليس خصما واحدا. الأول هو داعش والثاني هو بشار الأسد والثالث هو نوري المالكي. انهم معا يشكلون كلا عضويا تسبب احد مكوناته في تخليق المكونات الأخرى».