دافع مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا عن استعمال طائرات دون طيار لمهاجمة ناشطي القاعدة، مؤكدا ان السياسة التي ينتهجها الرئيس باراك اوباما أضعفت قيادة التنظيم الارهابي.
وقال بانيتا في خطابه الاول منذ تسلمه ادارة وكالة الاستخبارات الاميركية خلال حفل غداء في لوس انجيليس ان محاربة الارهاب والانتصار على القاعدة اولوية للوكالة.
واضاف ان «القاعدة تبقى التهديد الاكبر في مجال الامن وللمصالح الاميركية ومصالح حلفائنا في العالم».
وأشار الى ان هدف اوباما بتعطيل القاعدة وتفكيكها وهزيمتها يتحقق من خلال «الضغط الكبير» على قادة التنظيم الارهابي الذين لجأوا الى المناطق الحدودية الباكستانية، مشيرا الى ان «عددا كبيرا من الادلة يظهر ان الاستراتيجية التي وضعها الرئيس وفريقه في الأمن القومي تعمل بشكل جيد».
وأوضح بانيتا «لا اعتقد أننا سنغير هذه الاستراتجية وأنا مقتنع بأن جهودنا في هذا الجزء من العالم تعطل كل عملية تحاول القاعدة القيام بها وتعرقل قدرتها على اعداد خطط للدخول الى هذا البلد».
وردا على سؤال حول الهجمات التي تشنها الطائرات دون طيار ـ والتي تسبب استخدامها في توتر العلاقات مع باكستان ـ قال بانيتا ان هذه الهجمات كانت «فعالة جدا» في استهداف قادة القاعدة.
واضاف انها «دقيقة جدا» و«امكانية إلحاق خسائر جانبية محدودة جدا، وبصراحة هي السبيل الوحيد لمواجهة قيادة القاعدة ومحاولة تعطيل عملها».
وأشار بانيتا الى ان السلطات الاميركية تعي امكانية هروب القاعدة من باكستان أو افغانستان بحثا عن ملاذات اخرى كالصومال واليمن.
واضاف ان «احد الاخطار التي نواجهها تكمن في لجوء التنظيم الى ملاذات اخرى جراء تعطيل عملياته في باكستان».
وختم بقوله ان «الهدف هو ملاحقة القاعدة في كل مكان لتعطيل عملياتها والعمل من اجل تدميرها».
ميدانيا، ذكرت تقارير أن 27 من المسلحين من بينهم ثلاثة من القادة وثلاثة جنود في الجيش الباكستاني قتلوا أمس الاول في وادي سوات فيما وافقت القيادة السياسية في البلاد بالإجماع على الهجوم الذي يشنه الجيش حاليا على طالبان.
و كما كان متوقعا دارت حرب شوارع اثناء محاولة الجيش الباكستاني استعادة السيطرة على مدينة كانجو التي تعد منطقة محصنة لطالبان.
ووفقا لما ذكره المتحدث العسكري الباكستاني الميجور جنرال أطهر عباس فإن الجيش هاجم معسكرا للتدريب تابعا للجماعة في وادي سوات يطلق عليه اسم دامبار في بوشار وهو واد ضيق حيث كان للمتشددين أيضا قاعدة لوجستية.
وجاء هذا التصعيد في أعمال العنف في الوقت الذي أكد فيه جميع الزعماء السياسيين في البلاد الهجوم الذي يقوم به الجيش في سوات والضواحي المحيطة بها.
ومن جانبه قال كايرة إن الاجتماع توصل إلى اتفاق بالإجماع يؤكد الحاجة لاستعادة والابقاء على سيادة الحكومة في المنطقة غير أن السياسيين طالبوا أيضا بالعمل على ضمان عدم إلحاق الضرر بغير المقاتلين في المنطقة.
الا ان منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت امس كلا من حركة طالبان والجيش الذي يقوم بعمليات قصف، بالتسبب في سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين خلال المعارك التي تدور بينهما منذ ثلاثة اسابيع في شمال غرب باكستان.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في بيان «ان سكان مينغورا (كبرى مدن اقليم سوات) حيث تتركز المعارك قالوا لهيومن رايتس ووتش ان طالبان زرعوا الغاما في المدينة ويمنعون العديد من المدنيين من الهرب بغية استخدامهم دروعا بشرية لردع هجوم العسكريين».
وجاء في البيان الذي نشر في نيويورك «يبدو ان القوات المسلحة الباكستانية لا تتخذ التدابير الاحترازية الضرورية في عمليات قصفها الجوي والمدفعي مما تسبب في عدد كبير من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين».