طالب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم القضاء بالإسراع في اصدار الاحكام بحق عملاء إسرائيل حيث ارتفع عدد المدعى عليهم منذ ابريل الماضي الى 18 شخصا بينهم 3 نساء وفلسطيني واحد اضافة الى 6 فارين.
وقد ادعى النائب العام العسكري صقر صقر امس على 5 لبنانيين، بينهم موقوفان اثنان بجرم التعامل مع العدو.
بدوره المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي اشار امس الى ان التحقيقات الأولية التي أجريت حتى الآن مع العميل ناصر نادر، أظهرت انه صيد ثمين، وربما يكون الموقوف الأبرز في هذه الملفات، حيث ثبت انه كان يركز عمله على الضاحية التي اجرى مسحا دقيقا لها وراح يحدد الاحداثيات للاسرائيليين ويبدو انه تسبب بأذى الكثير من ابناء المنطقة.
وتوقع اللواء ريفي ان عددا كبيرا من العملاء ربما فروا من لبنان مع بدء تفكك الشبكة، موضحا ان بعضهم قد يكون غادر البلد عبر المطار بطريقة عادية قبل انفضاح أمره، لكن المهم في كل الحالات ان الساحة اللبنانية تنظف من عملاء إسرائيل.
في هذا الوقت واصلت مخابرات الجيش تحقيقاتها مع الموقوف زياد الحمصي الذي بقي متمسكا بالقول انه فتح على الاسرائيليين بعد يوليو 2006 بعدما كان المحققون يواجهونه بوقائع تؤكد ارتباطه قبل ذلك الوقت بسنة او سنتين.
هذا وتقول مصادر أمنية ان ما هو مقبل على صعيد مكافحة التجسس الاسرائيلي قد يثير خيبات وصدمات تتجاوز ما هو متوقع، وخصوصا ان الحرب لاتزال في بدايتها، وما انكشف حتى الآن بسبب «خطأ اسرائيلي» أو «نجاح في اختراق كلية عمله»، لا يمثل الا الثلث الاعلى من جبل الجليد، من ملف تحوم الشبهات بشأنه حول كثيرين.
وتوضح المصادر ان «انهيار الشبكات بشكل متتابع لا يعود الى اعترافات يتم انتزاعها من الموقوفين، لأن الاسرائيلي تعمد ان يجعلها غير مترابطة حتى لا يؤدي ضبط واحدة الى سقوط أخرى، مشيرة الى ان هناك سرا تقنيا هو الذي قاد الى تفكيك كل هذه الشبكات، بعدما استطعنا ان نكتشف من خلاله ان هناك قاسما مشتركا يجمع بين كل الشبكات».
وفي أحدث تفسير اسرائيلي لاكتشاف الشبكات المتعاملة في لبنان، قال رئيس مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط، أيال زيسر، في مقابلة إذاعية: «إننا موجودون عشية انتخابات تشريعية في لبنان، تعد مهمة جدا، وهناك مواجهة صعبة جدا بين الحكومة اللبنانية ومعسكر الأخيار ومعسكر الأشرار»، مشيرا إلى أن «كل جانب يحاول الاستفادة من هذه الأمور.
وهناك حديث عن أن اكتشاف هذه الشبكات من الدولة اللبنانية، يعود إلى رغبة منها، وتحديدا من السنيورة، كي تظهر نفسها أنها هي أيضا خصم لإسرائيل، ما يفسر إعطاءها هذا الحيز الكبير من التغطية الإعلامية في لبنان».
وتابع زيسر يقول إن «حكومة السنيورة التي يفترض بها أن تكون ضد حزب الله، والتي يفترض بها أن تكون حليفة للغرب، تقوم بالعمل لمصلحة حزب الله، وهذا من شأنه أن يعلمنا أنه لا يوجد من يمكن الوثوق به في لبنان، إذ لا شك في أن كل ما له علاقة باتخاذ قرارات في هذا البلد، وتحديدا القرارات الأمنية، فإن حزب الله هو المؤثر».