أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس ان اليهود «لهم مكانتهم في أوروبا وعلى الأخص في فرنسا» وذلك ردا على دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يهود اوروبا للهجرة الى اسرائيل.
ودعا هولاند الفرنسيين الى التيقظ بعد تدنيس مئات المدافن في مقبرة يهودية شرق فرنسا واعلن انه سيشارك اليوم «ان سمحت الظروف» في حفل سيقام في هذه المنطقة.
وقال هولاند «لن أقبل بتصريحات تصدر في اسرائيل تبعث على الاعتقاد بان اليهود لم يعد لهم مكانتهم في اوروبا وعلى الأخص في فرنسا» مضيفا «لكن علينا أن نضمن لكل يهود فرنسا وبشكل أوسع لكل مواطني فرنسا الأمن والاحترام والاعتراف والكرامة».
بدوره، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس ان فرنسا لا تريد رحيل اليهود الى اسرائيل وعبر عن «أسفه» لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال فالس لإذاعة ار تيه ال غداة تدنيس مئات المدافن في مقبرة يهودية شرق فرنسا، «ان رسالتي الى اليهود الفرنسيين هي التالية: فرنسا جريحة مثلكم وفرنسا لا تريد رحيلكم. انها تؤكد مرة أخرى حبها ودعمها وتضامنها».
وكان نتانياهو كرر أمس الأول دعوته ليهود أوروبا الى الهجرة الى اسرائيل بعد هجومي كوبنهاغن وقال في بيان لليهود «إسرائيل هي موطنكم. نحن مستعدون لاستيعاب هجرة جماعية من اوروبا» مضيفا «لكل يهود أوروبا أقول: اسرائيل تنتظركم بذراعين مفتوحتين». وقد سبق ووجه دعوة مماثلة ليهود فرنسا بعد احتجاز رهائن في متجر يهودي أسفر عن مقتل اربعة يهود. وأفاد وزير الداخلية برنار كازنوف بانه لا يوجد «خيوط في الوقت الراهن» حول مرتكبي العملية.
وتوعد هولاند بـ «معاقبة» الذين اقدموا على تدنيس المدافن مدينا «باشد التعابير حزما» هذا «العمل الشنيع».
وقال كازنوف الذي عاد لتوه من زيارة لكوبنهاغن حيث شارك في تكريم ذكرى ضحايا الهجوم المزدوج على مركز ثقافي يستضيف ندوة حول حرية التعبير وعلى كنيس يهودي، «ان الجمهورية لن تتساهل حيال هذا الجرح الجديد الذي يصيب القيم التي يتقاسمها جميع الفرنسيين».
وأفاد مصدر مقرب من التحقيق ان الدرك المحلي أخطر الأحد بتدنيس المقبرة اليهودية التي تضم حوالي 400 مدفن.
وأثارت عمليات التدنيس الكثير من إدانات من قبل السلطات والطائفة اليهودية التي لاتزال تحت صدمة هجومي كوبنهاغن بعد شهر على اعتداءات باريس التي خلف 17 قتيلا منهم اربعة في عملية احتجاز الرهائن في متجر يهودي.