- هادي: نحمل ميليشيات الحوثي وصالح مسؤولية أعمال القتل
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي استجابت لدعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مضيفا:«نتطلع الى أن تسهم عملية إعادة الأمل في استقرار اليمن تمهيدا لبدء المشروع التنموي».
وقال الملك سلمان، في كلمة وجهها في ختام مؤتمر الرياض ألقاها نيابة عنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إن «مؤتمر إنقاذ اليمن يأتي في منعطف تاريخي للمنطقة بأكملها».
واضاف خادم الحرمين «لقد قررتم تجشم المخاطر لحضور هذا المؤتمر ممثلين عن الشعب اليمني الشقيق لتحددون المسار الذي يعبر عن إرادة الشعب اليمني العزيز، وإننا إذ نهنئكم جميعا ونهنئ من خلالكم الشعب اليمني الشقيق على ما حققتموه من إنجاز كبير تمثل في مخرجات هذا المؤتمر، فإننا على ثقة أن ما أظهرتموه للعالم أجمع من تلاحم وإصرار وتصميم على رسم مستقبل اليمن سيؤتي ثماره بحول الله، لينعم الشعب اليمني الشقيق بالأمن والاستقرار».
وأكد خادم الحرمين على ما توليه المملكة ودول التحالف من حرص كبير واهتمام بالغ بالشأن اليمني الذي يأتي انطلاقا من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربطنا أخوة وأشقاء، منوها بان استضافة المملكة لهذا المؤتمر جاءت في مرحلة تاريخية وحاسمة والذي اكتسب أهمية بالغة انطلاقا من كونه يضم مختلف مكونات وأطياف الشعب اليمني الذين التقوا في هذا المكان حاملين معهم آمال الشعب اليمني في التوافق والتصالح لبناء الدولة الحديثة وتدعيم أسس السلام والحوار وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق، وأشار خادم الحرمين الى ان المملكة ودول التحالف شرعت بالاستجابة الفورية لطلب الحكومة اليمنية الشرعية الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي بإنقاذ اليمن وحماية شعبه وشرعيته وفقا لمبدأ الدفاع عن النفس لحماية مكتسبات الشعب اليمني وإنجازاته التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والمدعومة بقرار مجلس الأمن رقم 2216، وهو الأمر الذي يأتي في سياق حرصنا واهتمامنا باليمن وسيادته وسلامة أراضيه، والحفاظ على عروبته واستقلاله، وحتى لا يكون مصدرا للتهديد وزعزعة الاستقرار في المنطقة ومرتعا للمنظمات الإرهابية.
وأضاف انه حرصا منا على تحسين أوضاع المقيمين في المملكة بصورة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق فقد أصدرنا أمرنا للجهات المختصة بتصحيح أوضاعهم والسماح لهم بالعمل وذلك لتخفيف الأعباء عليهم ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم، كما أننا سنستمر في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية وتسهيل وصولها إلى الشعب اليمني الشقيق، ووجهنا بتخصيص المبالغ اللازمة لتسهيل عودة الأخوة اليمنيين العالقين إلى ديارهم.
وقال خادم الحرمين إن العالم أجمع يترقب تفعيل نتائج هذا المؤتمر المبارك، فمسؤوليتكم التاريخية والأمانة الملقاة على عاتقكم تحتم عليكم بذل قصارى الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني الشقيق، مؤكدا استمرار وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ليستعيد موقعه الطبيعي في محيطه العربي.
من جانبه قال الرئيس هادي في كلمته في المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام وافق المجتمعون خلاله على وثيقة الرياض، إن «مؤتمر إنقاذ اليمن اكتسب شرعية وطنية ودولية... ليس لدينا خيار إلا إنجاح مؤتمر إنقاذ اليمن في الرياض».
وأكد الرئيس اليمني: «أننا ندعم أي جهد دولي يلتزم بالمرجعيات التي يجمع عليها اليمنيون»، مشيرا إلى أن «الأولوية اليوم هي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216».
وقال الرئيس هادي إن «ميليشيات الحوثي و(الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح) قرأت الهدنة بشكل خاطئ»، مؤكدا: «أننا نحمل ميليشيات الحوثي وصالح مسؤولية أعمال القتل».
وتابع هادي: «رغم كل التحديات سنمضي بجد لاستعادة الدولة اليمنية...سنعمل على بناء وطن جديد وسنعيد بناء ما دمره الحوثيون».
وكشف هادي عن أن «الحوثي لا يمثل سوى 10% من محافظة صعدة (شمال غرب صنعاء)»، مؤكدا أنه «لا بد للحق أن ينتصر وسنعود إلى اليمن».
وأكد هادي أن إعلان الرياض الذي صدر عن المؤتمر سيوزع على أعضاء مجلس الأمن ليكون وثيقة دولية.
وثمن الرئيس اليمني «دور السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في دعم اليمن »، وقال:«نحيي المقاومة الشعبية الصادقة وندعوها للثبات».
واختتمت أعمال مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية، بحضور الرئيس اليمني ونائبه خالد بحاح وعدد من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.
ودعا المؤتمر في ختام أعماله الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المدن اليمنية الرئيسية والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كل المدن وتسليم الأسلحة والمؤسسات».
وأكدت وثيقة إعلان الرياض على استخدام الوسائل العسكرية والسياسية كافة لإنهاء التمرد في اليمن، مشددة على ضرورة استكمال مشروعات إعادة إعمار اليمن وإنعاش اقتصاده، وكذا طالبت باستكمال بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وفق مخرجات الحوار اليمني.
كما طالب إعلان الرياض، باستكمال العملية الانتقالية في اليمن، واستكمال جهود بناء الدولة، داعيا إلى محاسبة القيادات العسكرية والسياسية الضالعة في الانقلاب، وكذا انسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة.
وشدد الإعلان على إنهاء عدوان قوى التمرد وإسقاط الانقلاب في اليمن، رافضا الإجراءات الانقلابية في اليمن، ومطالبا الحوثيين بالانسحاب من جميع المدن.
وأكد على أن «الميليشيات الحوثية اختطفت مؤسسات الدولة ومارست التدمير الممنهج، وانقلبت على الشرعية الدستورية في اليمن»، مطالبا بالشروع في بناء قوات أمنية من جميع المحافظات والأقاليم لحفظ الأمن والاستقرار وفقا لمخرجات الحوار الوطني.
كما طالب البيان مجلس الأمن بتنفيذ القرار رقم 2216 وجميع القرارات ذات الصلة وفقا للآليات المتبعة بهذا الخصوص وطالب بسرعة إيجاد منطقة آمنة داخل الأراضي اليمنية تكون مقرا لاستئناف نشاط مؤسسات الدولة الشرعية من داخل اليمن، وكذا مخاطبة المؤسسات المالية الدولية بوقف التعامل المالي والديبلوماسي مع ميليشيات الانقلاب في العاصمة صنعاء ومراقبة التحويلات المالية لليمن، وتجميد أموال قادة الميليشيات وشركائهم وفقا لقرار مجلس الأمن 2216، لسنة 2015 والقرارات ذات الصلة.
كما طالب الإعلان بسرعة التعديل في تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وفقا لما تم التوافق عليه في ضمانات مؤتمر الحوار الوطني وإشراك الحراك الجنوبي السلمي المؤيد للشرعية.