قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: إن الحكومة السورية رفضت التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة في محادثات السلام السورية، وإن هذا هو سبب تعليقها.
وأضاف الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتو شتاينماير، في الرياض، امس، أن تكثيف العمليات العسكرية الروسية في سورية استهدف استفزاز المعارضة.
وأوضح أن «المبعوث الأممي (بشأن سورية ستيفان ديمستورا) وصل إلى قناعة أن النظام السوري ليس جادا في المباحثات، ومن الأفضل أن تجمد المفاوضات في الوقت الحالي لبحث هذا الأمر معهم في الأيام القادمة».
واعتبر أن تصعيد العمليات العسكرية الروسية حمل قراءتين، هما «استفزاز المعارضة أو تحقيق أكبر نتائج على الميدان قبل وقف إطلاق النار».
وفيما يتعلق بتأثير الأزمة السياسية بين إيران والسعودية على الحجاج الإيرانيين، أكد الجبير، أن التوتر بين المملكة وإيران لا علاقة له بالحج، وشدد على أن «المملكة تسخر كل إمكاناتها من اجل تسهيل وصول المعتمرين والحجاج إلى بيت الله الحرام وهذا يشمل الحجاج الإيرانيين.
موضوع الأزمة السياسية بين المملكة وإيران لا علاقة له على الإطلاق فيما يتعلق بالحج أو المعتمرين».
ومن جهته، قال وزير الخارجية الألماني خلال المؤتمر الصحافي ان «المعارك (في سورية) شهدت تصعيدا تتحمل مسؤوليته قوات النظام».
وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية السعودي، إن الذين يتهمون المملكة بدعم العنف والتطرف والإرهاب، فشلوا في إدراك دورها القيادي في مكافحة الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم، كما غاب عن ذهنهم أنه من غير المنطقي وغير العقلاني ألا تتبوأ المملكة صدارة الدول المكافحة لآفة الإرهاب.
وأضاف الجبير، في مقال نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية وبثت ما جاء فيه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) امس، أن «المملكة كانت هدفا للإرهاب من عدة جهات كل منها لديه دوافعه الخاصة، والتي سعت إلى زعزعة استقرار البلاد وترويع الشعب السعودي، لذلك فإن أولوياتنا ومصلحتنا الوطنية تقتضي هزيمة الإرهاب سواء جاء عبر جهات كتنظيم القاعدة أو «داعش»، أو غير ذلك».
وأكد «أن إيران استخدمت الإرهاب كأداة في سياستها الخارجية منذ قيام الثورة عام 1979.
واستهدفت المملكة طوال هذه السنين من قبل الإرهاب الذي يرتكبه وكلاء إيران».
وأوضح الجبير أنه «في مواجهة هذه الاعتداءات الإرهابية المتنوعة والخطيرة لم تدخر المملكة الجهد أو الموارد المطلوبة لمكافحة الإرهاب، انطلاقا من حرصها على اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابعه.
وقامت لذلك بإلقاء القبض على الإرهابيين على أراضيها، ومحاكمتهم من خلال المحاكم المختصة، وفرضت أقسى العقوبات على من تم إثبات تورطهم».
وفي سياق مواجهة الفكر المتطرف وتوعية الرأي العام من مخاطره، أشار الجبير إلى «أن المملكة أطلقت حملة توعوية وطنية عامة لمكافحة التطرف في العام 2005 ولا تزال قائمة حتى الآن.
وعلى الصعيد الدولي أطلقت المملكة مبادرتها للحوار بين أتباع الديانات والثقافات لتعزيز الوئام فيما بينها، وأسفر عن إنشاء مركز عالمي للحوار في فيينا لمواصلة هذا الجهد».
واشار الجبير الى انه «بالإضافة إلى هذه الإجراءات، عملت المملكة جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب على الصعيدين الديبلوماسي والعسكري على حد سواء.
كما أسهمت المملكة في تأسيس مركز الأمم المتحدة لتعزيز جهود الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف الذي يغذيه، ودعمته بمبلغ 110 ملايين دولار.
كما انشأت المملكة فرق عمل لتعزيز التواصل وبشكل وثيق بين رجال القانون ومسؤولي الاستخبارات في المملكة والولايات المتحدة وشركاء آخرين، لأغراض التصدي للعمليات الإرهابية والإجراءات المالية ومنعها.
وشدد وزير الخارجية السعودي على أن «الإرهاب يظل آفة عالمية، عانت من ويلاته العديد من الدول، ومن غير المعقول أن تتغاضى المملكة أو تدعم أولئك الذين يهدفون إلى تدميرها وبما يتنافى مع عقيدتنا وقيمنا وهويتنا الوطنية، وقد تصدت المملكة للإرهاب بكل عزم وحزم ومثابرة.
لذلك فإن اتهام المملكة بالتراخي أو حتى التواطؤ، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتمويله، أمر غير مسؤول ويتنافى مع حقيقة الأمور».