واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
قالت المرشحة الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في السباق الرئاسي الأميركي المقبل، هيلاري كلينتون ان هدف حملتها الانتخابية يتلخص في «منع الجمهوريين من الوصول الى البيت الأبيض».
وأضافت كلينتون خلال مناظرة تلفزيونية جمعتها مع منافسها القوي بيرني ساندرز، أجريت مساء امس الاول وتناقلتها وسائل الإعلام الأميركية قبل الانتخابات التمهيدية المقررة في ولاية (نيوهامبشير)، «انا تقدمية تحب إنجاز الأعمال وانني مستمتعة إذ جعل السيناتور ساندرز نفسه حارس البوابة لمن يكون تقدميا.. ولن أسمح لذلك بمضايقتي.. لا أعتقد ان عمل مقارنات من هذا النوع يساعده».
وفيما يتعلق بالحرب على الإرهاب العالمي، قالت كلينتون انه لا يمكنها ان تقدم ضمانات بتوسيع نطاق التدخل العسكري الأميركي في الخارج، ولكنها تعهدت بفعل كل ما في وسعها لتجنب إرسال جنود الى خارج الولايات المتحدة.
وقالت في هذا السياق: «سنواصل استخدام القوات الخاصة ويتحتم علينا فعل ذلك بسبب أنواع التهديدات التي نواجهها من جانب شبكات الإرهابيين وليس فقط بسبب (داعش)».
ودافعت كلينتون عن نفسها أمام سيل الانتقادات الموجهة إليها بسبب تصويتها لصالح قرار الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش لشن حرب على العراق، معتبرة انه قرر ذلك كوسيلة فاعلة للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، معتبرة ان قراره «خيانة للأمانة» وأقرت بندمها على التصويت عليه.
وردا على اتهامها بتقاضي أموال طائلة من لجنة العمل السياسي، قالت ان «أرباح وول ستريت تنفق من اجل هزيمتي»، مؤكدة انها تلاحق من يقف وراء ذلك.
ومن جهته، وجه بيرني ساندرز، انتقادات عنيفة لكلينتون ووصفها بأنها «غير تقدمية»، وقال: «لا يمكن ان تكوني معتدلة في بعض الأيام ثم تقدمية في أخرى»، مستدركا بالقول: «لا يوجد متقدم يأخذ الملايين من الدولارات من لجنة العمل السياسي».
وأظهرت استطلاعات حديثة للرأي تقدم ساندرز على كلينتون في ولاية (نيوهامشير) بواقع 57 نقطة الى 34 نقطة.
ودافع ساندرز عن سياسة الضرائب التي اقترحها من اجل توفير رعاية صحية عالمية كما دافع عن الدعوات التي اطلقها لخفض أعداد الأقليات في سجون الولايات المتحدة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية رأى ساندرز انه يتعين هزيمة ما يسمى بتنظيم داعش.
وأضاف: «على المستوى الداخلي ما يتعين علينا فعله هو تحسين اداء اجهزة الاستخبارات بشكل ملحوظ وأعتقد أننا لسنا بالقوة التي يمكن ان نبدو عليها».
وفيما يتعلق باستقبال اللاجئين السوريين والأفغان، أعرب ساندرز عن اعتقاده بأنه يتعين قبولهم في الولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه أيد وضعهم تحت المراقبة من جانب الأجهزة الأمنية المعنية.
إلى ذلك فإن الحزب الجمهوري، كاد ان يكون رهينة لأكثر أجنحته تطرفا، بعد انسحاب السيناتور راند بول الذي يعد وسطيا من السباق الرئاسي، ليقتصر السباق على المرشحين المتشددين مع اختلاف درجات تشددهم.
كما انسحب ريك سانتوروم من سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وقال إنه سيؤيد السيناتور ماركو روبيو في السباق إلى البيت الابيض.
ومن ثم، بات دونالد ترامب وتيد كروز القادران على استقطاب الاضواء على الساحة الجمهورية وحدهما، فيما أطفأت ايوا أضواء الآخرين مثل: جب بوش او بن كارسون.
ومع انتقال الانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي الى ولاية نيوهامبشاير، ليس من المرجح ان يفوز ترامب في هذه الجولة، بعد ان فقد قدرا من زخمه السياسي في ايوا وبسبب التوجه المعتدل نسبيا لناخبي الولاية.
غير ان نتيجتي ايوا ونيوهامبشاير معا لا يحملان اي قول نهائي في نتيجة المعركة على إجمالها اذ كثيرا ما خسر مرشحون سابقون الولايتين معا وفازوا في النتائج النهائية للتصفيات او للشوط النهائي، فقد فاز جون كيري في الولايتين ولكنه خسر السباق النهائي، كما ان باراك اوباما خسر في الولايتين ولكنه فاز في التصفيات النهائية.
وكان الاتجاه العام للتوقعات الانتخابية في الولايات المتحدة قد تبدل على نحو ملحوظ في الأسابيع الاخيرة مع تراجع «حمى ترامب» كما يسميها الأميركيون.
وأكدت ايوا تراجع الحماس للمرشح الذي أخذ من البداية كمزحة سياسية ما لبثت ان انقلبت الى مرشح صعب المراس يستقطب الغاضبين من الحكومة الاتحادية ومن اداء الساسة المحترفين ومن اعضاء الكونغرس ومن كل ما يمت الى السلطة السياسية بصلة.
وعادة ما تذهب نيوهامبشاير في اتجاه معاكس لايوا، الا ان ذلك لا يعني ان ايا من هاتين الولايتين تعني حسم السباق بالرغم من ان الفوز بهما يمنح اي مرشح قدرا من المصداقية تجعله يبدو في نظر قيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي وممولي الحملات الانتخابية اكثر ترجيحا بتمثيل اي منهما.