على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة وقرار الحكومة بمنع الاعتصام عند المنطقة الخضراء تمكن آلاف المتظاهرين المناصرين للتيار الصدري امس من الوصول إلى ساحة كرادة مريم على أبواب المنطقة الخضراء المؤدية لمقري البرلمان والحكومة بعد قطع أسلاك شائكة وضعتها قوات الأمن.
وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ـ في بيان صحافي ـ إن إرادة الشعب وحفظ هيبة الشعب أعلى من هيبة الحكومة القابعة خلف الجدر، وشكر تعاون القوات الأمنية التي أعطت أروع صور التعاون مع الشعب والوطن، الذي فاق التوقعات التي راهن عليها بعض الفاسدين.
وأضاف: استمروا يدا بيد مع قوات الأمن بوزارتي الدفاع والداخلية وقيادة «عمليات بغداد» وجميع الجهات المعنية من أجل وقفة مشرفة لن ينساها العراقيون لتبقى صفحة مضيئة للتلاحم والسلام والوئام والصلاح والإصلاح.
وفي أول رد فعل له على الاعتصام، كلف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع، بـ «فرض الأمن في العاصمة بغداد».
وقال مكتب العبادي في بيان إن «القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء أصدر أمرا بتكليف قيادة العمليات المشتركة، بفرض الأمن في بغداد، وتخويلها الصلاحيات اللازمة لذلك».
بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، إلى ضبط النفس والالتزام بالتظاهر السلمي، لتفويت الفرصة على من وصفهم بـ «أعداء العراق»، من أي محاولة لحرف التظاهرات عن مسارها السلمي.
وكان العبادي قد قال في وقت سابق أمس بأن من حق المواطن العراقي التظاهر والتعبير عن رأيه لمحاسبة المقصرين ومحاربة الفساد والمشاركة في عملية الإصلاح الحكومي.
وأشار العبادي خلال اجتماعه بقادة الحشد الشعبي: «نحن مع المظاهرات السلمية وهناك انسجام بين المتظاهرين والقوات الأمنية لأنهم ملتزمون بالقانون والقوات الأمنية مسؤولة عن حمايتهم».
وأضاف: «من حق المواطن التظاهر والتعبير عن رأيه ومحاسبة المقصرين ومحاربة الفساد والإصلاح الحكومي».
وأوضح «لا نسمح للمتظاهرين بحمل السلاح وان الغالبية العظمى من المتظاهرين سلميون وعزل».
وعلى صعيد متصل، دعا نواب «التحالف الوطني» رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى تحديد سقف زمني واضح للإصلاح والإسراع بتنفيذ برامجه بشكل جاد وحاسم، وحث بيان صادر عن نواب «التحالف الوطني»، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على العمل وفق واجباته الدستورية لحفظ أمن وسيادة العراق.
وأكد البيان أهمية توحيد الرؤى والمواقف ورفض حالة التشظي التي يعيشها التحالف الوطني تجاه جميع قضايا الدولة، والالتزام الجاد والحاسم بإصلاح الدولة وبالأخص ملفات الفساد وتشريع القوانين الأساسية وبالتعاون مع شركاء الوطن.
وأكد عقيد في الشرطة العراقية لوكالة «فرانس برس» أن «قوات الأمن اغلقت جميع المداخل الرئيسية لمدينة بغداد وقطعت طرقا رئيسية وجسورا تؤدي إلى المنطقة الخضراء» حيث مقر الحكومة وسفارات أجنبية وسط بغداد، أبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.