- الميليشيات: سنشارك في اقتحام الفلوجة إذا سارت عملية استعادتها ببطء
أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بملاحقة مقاتلين من ميليشيات الحشد الشعبي متهمين بارتكاب انتهاكات بينها القتل، بحق مدنيين نازحين من مدينة الفلوجة.
وقال العبادي، في تصريحات بثها التلفزيون العراقي، امس الاول: إن «هناك أخطاء، وأنا أعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد».
وأضاف: «إننا لا نقبل بأي تجاوز، وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان، وتحترم كرامتهم (أي: كرامة المدنيين في الفلوجة)».
وتابع: «التجاوزات ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها، ولن نتستر على أحد».
وأوضح العبادي في هذا الصدد، أنه أمر بملاحقة المتهمين بقتل وارتكاب انتهاكات أخرى وتقديمهم للعدالة.
وفي السياق، قال سعدون الشعلان، قائمقام الفلوجة، إن هناك انتهاكات تعرض لها نازحون من المدينة على أيدي عناصر من الحشد الشعبي، مؤكدا فتح تحقيق بشأن معلومات تشير لإعدام 17 نازحا.
وأضاف الشعلان، في تصريحات لوكالة الأناضول، امس «هناك تحقيقات على أعلى المستويات في الدولة (لم يسمها) بشأن معلومات تم تداولها تشير لإعدام 17 شخصا نزحوا من المدينة، كما تعرض بعض المدنيين إلى انتهاكات بالضرب من قبل عناصر بالحشد الشعبي المشاركين في عملية استعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش».
ولفت الى أن «المعلومات تشير إلى اعتقال الشخص الذي ظهر في تسجيل فيديو، وهو يضرب مواطنين فارين من الفلوجة»، مضيفا ان العمل جار لتلافي تكرار هذه الانتهاكات.
في هذه الاثناء، أعلن نائب رئيس «الحشد الشعبي» أبومهدي المهندس، انتهاء مهام الحشد في معركة الفلوجة.
وقال المهندس في مؤتمر صحافي عقده امس، إن المرحلة الثانية لمعركة تحرير الفلوجة انتهت، وبذلك تتم مهمة الحشد الشعبي التي أوكلت له وتبقى المرحلة الثالثة وهي اقتحام الفلوجة، والتي تقوم بها قوات مكافحة الإرهاب والجيش وشرطة الأنبار.
وأشار إلى أن الحشد الشعبي شارك مع قوات الجيش والشرطة الاتحادية في تحرير قرابة 600 كم من أصل 700 كم كان يسيطر عليها داعش ولم يبق سوى مركز الفلوجة.
واوضح «نحن شركاء في التحرير لم تنته مهمتنا»، موضحا: «انجزنا الواجبات التي أنيطت بنا ضمن خطة التطويق، وخطة التحرير أنيطت بقوات أخرى».
وتابع: «نحن موجودون في المنطقة وسنبقى داعمين للقوات الأمنية ان تمكنت بسرعة من تحرير المدينة».
لكنه استدرك قائلا: «اذا لم تتمكن من ذلك فسندخل معهم لتحريرها».
وحذر المهندس قائلا ان «إطالة أمد التحرير سيكلف القوات المسلحة تضحيات وسيكلف المدينة تدميرا اكبر، كما جرى في الرمادي».
وفي غضون ذلك، سجلت حالات وفيات بين النازحين من الفلوجة غرقا بعد أن استهدفهم تنظيم داعش وهم يعبرون نهر الفرات، بينما قتل نازحون آخرون على يد قناصة التنظيم.
وأفاد مراسل «العربية.نت» بغرق 13 مدنيا من أهالي منطقة الحصي جنوب الفلوجة، أغلبيتهم من النساء والأطفال، حاولوا الوصول إلى الضفة الثانية باتجاه ناحية عامرية الفلوجة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمنية.
وأعلن رئيس المجلس المحلي لناحية العامرية، شاكر العيساوي، أن قسم الطوارئ في مستشفى العامرية تلقى جثامين 13 شخصا أغلبيتهم أطفال ونساء قضوا غرقا في نهر الفرات بعد استهداف زوارقهم بنيران داعش الذي يستهدف جميع العوائل المتجهة عبر نهر الفرات باتجاه القوات الأمنية على الجهة الثانية.
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، مجددا، أتباعه للقيام بـ «ثورة شعبية كبرى» ضد من وصفهم بـ «دواعش الإرهاب والفساد» في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، احتجاجا على تراجع الإصلاحات.
وقال الصدر في بيان أمس: إن «الوضع الحالي للعراق لا يبشر بخير، خصوصا مع عزوف بعض المنتمين إلينا (لم يسمهم) عن الاستمرار في التظاهر، ما زاد من حزني العميق والكبير على العراق الجريح».
وأضاف «أنا أنتظر ثورة شعبية سلمية كبرى ضد دواعش الإرهاب والفساد في الحكومة الحالية، والأمل يبقى في خيار الشعب، ولابد للشعب يوما أن ينتفض».
من جهته، قال غالب الزاملي، عضو «كتلة الأحرار» النيابية التابعة للصدر، «إن موقف الأخير «يأتي بعد تراجع ملف الإصلاحات، وعدم حصول أي تقدم فيه»، لافتا الى أن «الوضع في البلاد غير مطمئن».
وأضاف ان «مقتدى الصدر يتابع بصورة متواصلة الأوضاع في عموم البلاد، ولاحظ خلال الفترة الماضية عدم حدوث أي تقدم بملف الإصلاحات الذي تعهدت الحكومة والكتل السياسية بإنجازه، بل هناك تنصل من تنفيذه».
ولفت الى أن «ربط العمليات العسكرية الجارية في مدينة الفلوجة بملف الإصلاحات هو محاولة لتسويف ما تم الاتفاق عليه».