Note: English translation is not 100% accurate
مقاومون: حققنا امتياز كسر أحادية القوة الإسرائيلية
الأربعاء
2006/8/30
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1243
من الطائرة الى الضاحية، انها الوجهة الجديدة لكل زائر للبنان، كان هناك بعض الأصدقاء، ذهبوا بي الى حيث لا مكان نستذكره أو نهتدي اليه، مقر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مبنى تلفزيون المنار وإذاعة النور، مقر العلامة المرجع محمد حسين فضل الله، الذي يحارب بسلاح الفكر والموعظة الحسنة، كلها أماكن زرتها قبلاً والتقيت أهلها، وناقشتهم وتحملوا أسئلتي وأجابوا على السهل منها والممتنع.
المراكز والمقرات والمقامات أفرغتها قنابل اسرائيل الذكية من الوجود، لكن شاغلي هذه المراكز والمقرات والمقامات، استعصوا عليها، كما استعصى عليها الدفاع عن هيبتها التي تداعت تحت ضغط صمود المقاومين.
الحكي ليس كالشوف.. بمعنى ان الكلام عن الشيء ليس كرؤيته بالعين المجردة، الضاحية الشهيدة، هي في الواقع عنوان الصمود، القلق الذي حملته معي من الكويت تبدد على وهج ارتياح القيادات المقاومية، الواثقة بأن إسرائيل أفرغت ما في جعبتها من وسائل القتل والتدمير من أجل استعادة هيبتها وان صمود المقاومين معطوفاً على الظروف الدولية، ولن تسمح بزيادة لمستزيد.
من تسنى لي لقاؤه من القيادات في حزب الله، بمراتبه السياسية والإعلامية معترفون بحجم الخسائر، وبالكلفة العالية لهذه الحرب، لكنهم عندما يتذكرون أهمية فشل اسرائيل في تدمير حزب الله كما فعلت يوما مع الفلسطينيين في لبنان تنتفخ صدورهم بزهو، لقد حققوا كلبنانيين امتياز كسر أحادية القوة الاسرائيلية في الشرق الأوسط.
لنعد الى الضاحية المضحية، 15 الف وحدة سكنية ضاعت في غياهب القصف الهمجي، الصورة مازالت حية في مجمع الإمام الحسن، حيث الأشلاء طازجة، أم وأولادها الثلاثة انتشلت جثثهم من تحت الأنقاض.
عادت الأم الى منزلها قبل وقف اطلاق النار وسريان مفعول القرار 1701 مع عودة التيار الكهربائي، كانت تأمل أن تقوم ببعض المهام المنزلية وان يستحم أطفالها. صواريخ التوماهوك والكروز داهمت كل أملها في دقيقة ونصف الدقيقة كان هذا الوقت كفيلا باندثار نحو 60 شخصا تحت ركام ستة أبنية بينهم الكثير من الأطفال الذين كانوا يلعبون عصر ذاك اليوم.
في ملعب المجمع يطل المجمع على جنوب المربع الأمني لحارة حريك تدخل اليه من منافذ عدة أو بالأحرى من الجهات الأربع للضاحية وبات الحكاية الأكثر وجعاً في تلك الجغرافيا السوداء.
عائلات عادت لتفقد منازلها ولكن «سونامي» الحقد غدرها ونثرها أشلاء لم تزل تنتشل من براثن الدول. تخترق الرويس المنطقة المنكوبة بأهلها وأطفالها وأجنتها على وقع عمل الجرافات المستمر الى الأوتوستراد الأبيض أو ما بات يعرف بأوتوستراد السيد هادي نصرالله (النجل الشهيد لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله).
الصور في تلك الأمكنة تواكب المناسبات: ذاك تجمع سيد الشهداء حيث السيد نصرالله كان حاضراً في ابرز المناسبات ومنها عملية تبادل الأسرى وعودة الشهداء الثلاثة لـ «حزب الله».
المجمع أمسى تذكارا لا يوحي سوى بالموت والخيبة وتغير الجغرافيا حيث لم تعد للمباني عناوين وجود وهوية واضحة. تستقر الزلازل عند المدى الفسيح ويعود الأوتوستراد برماد بعض مبانيه لرفد غبار المعركة في أروقة المباني الصامدة.
ولكن المبنى الذي يبصم حضور المعركة هو المبنى الكائن بعد مجمع سيد الشهداء بعدة أمتار. من امام ذاك المبنى، كان يقف نصرالله لإحياء يوم القدس وكانت حبال المعركة ـ القضية ترفع اجسام المقاومين وتظلل الاستعراضات بمناسبة ذاك اليوم. في تلك الناحية، عادت الحياة لتسترد انفاسها مع مواكبة اعمال الجرف التي تستتبعها بأعمال الترميم أو اعادة البناء.
وضمن السياق «الإعماري» قسمت الضاحية الى عشرة مراكز لاستقبال المتضررين واحصاء اعدادهم وبالتالي تعويضهم ماديا عن الخسائر التي لحقت بممتلكاتهم.
الحركة على هذا الصعيد ناشطة حيث سجلت أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية مدمرة وتقاضى معظم مالكيها مبالغ التعويضات بعد تقييم لجنة الصلاحية.
لا توحي أشلاء البنايات بالعدوان وهمجيته بقدر ما تستلب عيون مالكي تلك الشقق «المجروفة» كل ملامح الأسى في وجوه العابرين.
تباشر الجرافة عملها في رفع الأنقاض ويواكب أصحاب تلك الأمكنة تعداد اغراضهم وتذكاراتهم وأفراح طواها الركام. تبتلع الضاحية الذكريات الماضية على بعد عدة أمتار من الأوتوستراد لجهة الشرق، تتسلل منطقة الصفير كئيبة الى جغرافيا الدمار والركام.
هي منطقة راقية تطل على الحدث وتحاول المزاوجة بين خطي تماس خفيين: الحدث من جهة وطريق صيدا القديم من جهة اخرى.
يتبع...
اقرأ أيضاً