- وثيقة فرنسية ـ ألمانية لمنع «التفكك الصامت» للاتحاد الأوروبي
عواصم ـ عاصم علي ووكالات
شهدت بريطانيا المزيد من ارتدادات زلزال تصويتها لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ففي حين يستعد المتنافسون داخل حزب المحافظين الحاكم لبدء حملة خلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فتحت معركة جديدة في حزب العمال المعارض للإطاحة بزعيمه اليساري جيريمي كوربين، حيث استقال أكثر من نصف أعضاء حكومة الظل.
وجاءت هذه الاستقالات بعدما طرد كوربين وزير الخارجية في حكومة الظل هيلاري بين، الرجل الثاني في الحزب، لأنه «فقد الثقة فيه» كزعيم.
وكان بين قال إن كوربين رجل محترم لكنه ليس زعيما، وحمله جانبا من المسؤولية في خسارة الاستفتاء لمصلحة اليمين البريطاني المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبعد طرد بين، أعلنت وزيرة الصحة في حكومة الظل هايدي أليكساندر استقالتها وتوالت الاستقالات بعدها.
ويواجه كوربين تحديا لسلطته بعد اتفاق شريحة كبرى داخل حزب العمال على طرح الثقة بالقيادة، في ظل الاتهامات له بقيادة حملة هزيلة للبقاء في الاتحاد.
ورغم ذلك، يبدو كوربين مصرا على البقاء، إذ أكد أحد القريبين منه وهو وزير المال في حكومة الظل جون ماكدونيل أن زعيم الحزب «لن يغادر»، وسيخوض أي انتخابات جديدة للقيادة، ما يرجح فوزه.
من جهة اخرى، اعلنت نيكولا سترجون رئيسة الوزراء الاسكتلندية ان «المملكة المتحدة التي صوتت اسكتلندا في 2014 للبقاء فيها لم تعد موجودة»، مشيرة الى انه من «المرجح جدا» اجراء استفتاء جديد بعدما صوت البريطانيون للخروج من الاتحاد الاوروبي.
وأضافت سترجون لهيئة الاذاعة البريطانية امس «سأبذل كل ما في وسعي لحماية مصالح الاسكتلنديين».
وقالت زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي «لن يكون ذلك تكرارا لاستفتاء 2014.
فالظروف تغيرت تماما».
وقالت سترجون «أعتقد ان الاسكتلنديين سيجدون من غير المقبول» ان تمنعهم الحكومة البريطانية من اجراء استفتاء جديد».
وفي 2014، صوت 55% من الاسكتلنديين للبقاء في المملكة المتحدة.
لكن استطلاعين للرأي نشرت نتائجهما امس أكدا ان الاسكتلنديين سيصوتون من اجل استقلال اسكتلندا اذا اجري استفتاء جديد.
وأفاد استطلاع للرأي اعدته مؤسسة «بانلبايس» لمصلحة صحيفة «صنداي تايمس» ان 52% من الاسكتلنديين سيصوتون للاستقلال الآن.
وأوضح استطلاع آخر اجرته مؤسسة «سكوتبولس» ان 59% من الاسكتلنديين سيصوتون من اجل الاستقلال.
وعلى الصعيد الأوروبي، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، انه عين ديبلوماسيا بلجيكيا هو ديدييه سيوس، لتنسيق المفاوضات مع بريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وفي السياق، صاغ وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا وثيقة من تسع صفحات عنوانها «أوروبا قوية وسط عالم من الشكوك» واقترحا فيها سياسات أوروبية مشتركة على صعيد الأمن والهجرة فضلا عن تعزيز التقارب الاقتصادي.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسي جان مارك ايرو في الوثيقة التي نشرت ملخصها وكالة رويترز إنه «كي نمنع التفتت الزاحف الصامت لمشروعنا الأوروبي يجب أن نركز أكثر على الأساسيات وعلى الوفاء بالتوقعات الملموسة لمواطنينا».