سيناريوهات عون: لقاء جديد مرتقب قبل نهاية الأسبوع بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون، ويقول مصدر نيابي قريب من عون ان رئيس تكتل الاصلاح والتغيير قدم للحريري عدة سيناريوهات حكومية لكي يختار واحدا منها وهو في انتظار جوابه، وتردد في هذا الاطار ان العماد عون قدم هذه العروض:
ـ ابقاء القديم على قدمه، ما يعني بقاء الوزارات الحالية في يد تكتل الاصلاح والتغيير (ومن ضمنها وزارة الاتصالات) اذا ظلت كل القوى والقيادات متمسكة بوزاراتها السيادية الأساسية.
ـ التخلي عن وزارة الاتصالات مقابل وزارة من اثنتين: المالية أو الداخلية، وفي هذه الحالة يوافق التكتل على وزارة دولة أو أكثر.
ـ التخلي عن وزارة الاتصالات مقابل وزارتين أساسيتين: العدل والتربية، أو التربية والأشغال، وفي هذه الحال يطالب التكتل بخمس حقائب ويرفض وزارة الدولة، وعلم من مصادر مواكبة ان هناك مشكلة فعلية في وزارة الاتصالات تكمن في صعوبة ان تؤول الى أي من الأفرقاء الأساسيين: فلا يمكن ان تضاف الى حصة رئيس الجمهورية لتضم ثلاث وزارات كبيرة وهذا ما يتحفظ عليه أولا رئيس الحكومة خصوصا ان هناك من يقترح ان يتولاها الوزير الشيعي في الحصة الرئاسية عدنان السيد حسين، اما النائب وليد جنبلاط فإنه لا يريد وزارة الاتصالات، فيما تحويلها الى الرئيس بري يبقيها ضمن حصة المعارضة ويدحض سبب حجبها عن عون، اما ان تؤول الى حصة الحريري فإن ذلك يعني ان يكون مستعدا لإجراء مقايضة وتقديم تنازل بالحد الذي يرضي عون.
مشاكل وألغام: يريد الرئيس المكلف بمشاوراته واتصالاته ان يستبق المشاكل التي قد تعتري الحكومة بعد تأليفها، فيحاول ان يفككها قبل صدور مرسوم التأليف، ومن هذه المشاكل الألغام:
ـ المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال الرئيس الحريري، ومن المفروض ان تكون كلمة مجلس الوزراء واحدة في شأنها فلا من يعترض ولا من يضع ڤيتو.
ـ سلاح حزب الله وهل يدخل ذكره في البيان الوزاري بشكل أو بآخر، أم يتم التركيز على السلاح الوحيد الذي هو سلاح الدولة؟
ـ رفض التوطين مع انتداب وفود لبنانية رسمية الى الخارج لتكريس هذا الرفض بعدما ظهرت مؤشرات دولية لصالح هذا التوطين.
ـ الخصخصة، فالاتفاق المسبق عليها أفضل من جعلها صاعق تفجير داخل مجلس الوزراء، خصوصا وان العماد عون ومعه أفرقاء آخرون لا يرون ضرورة لتخصيص بعض المرافق، على أساس ان بقاءها مع الدولة يمكن ان يحقق للخزينة مردودا أكبر من الخصخصة.
حكومة خلال 10 أيام أو أزمة مفتوحة: توقفت أوساط سياسية عند قول الوزير السابق وئام وهاب انه اذا لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون عشرة ايام «فان البلاد تصبح امام ازمة سياسية مفتوحة»، علما ان هذه الاوساط ما كانت لتتوقف عند هذا الكلام لو لم يثبت الوزير السابق انه يملك «كلمة السر»، فهو اول من قال ان لا حكومة وحدة وطنية قبل اكتوبر وذلك منذ اليوم الاول لتكليف النائب سعد الحريري فيما كان ان الرئيس نبيه بري يتوقع تشكيلها خلال ايام.
معارك نقابية: الملامح الأولية للمعارك النقابية (رؤساء نقابات المحامين، والصيادلة وأطباء الأسنان) تشير الى تراجع حدة الفرز السياسي قياسا الى ما كان عليه الوضع في السنوات الماضية، والى بروز أكثر لفئة «المستقلين» الذين يحرصون على تقديم أنفسهم من دون ارتباطات سياسية وخارج التصنيف القائم بين 8 و14 آذار.
سليمان فرنجية انتقل للسكن في الرابية: انتقل رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الى الرابية للاقامة في منزل قريب من منزل العماد ميشال عون كي يكون على مقربة من التطورات والمسرح السياسي، وبما يتيح له حضورا وتفاعلات أسرع مع الأحداث وفي العلاقات السياسية والاجتماعية، ويأتي انتقال فرنجية الى الرابية بعد انضمامه مع كتلته الى تكتل الاصلاح والتغيير ليعزز التكهنات بأن اعادة التموضع السياسي الجغرافي تستند الى خلفية خطط وطموحات سياسية مستقبلية لدي، (أول نشاط سياسي مارسه فرنجية بعد انتقاله الى الرابية كان في استقباله السفير الايراني محمد رضا شيباني الذي زار أيضا العماد عون).
تحذيرات أمنية: حذر موفدون كثر من مخاطر استمرار الفراغ الحكومي وانعكاساته الأمنية، في حين حمل المستشار الخاص للرئيس الفرنسي هنري غينو في زيارته الأخيرة لبيروت تنبيها سياسيا استخباريا من امكان ان يتسلل متضررون من الاستقرار اللبناني وبعض المجموعات الأصولية المرتبطة بـ «القاعدة»، وينفذون تفجيرات أمنية تطاول شخصيات لبنانية مدنية وعسكرية وروحية، أو تستهدف القوة الدولية المعززة العاملة في الجنوب من ضمن رغبة «القاعدة» في ان يكون لبنان ملاذا جديدا لها وساحة جهاد بعدما منيت مشروعاتها في العراق وأفغانستان بضربة قاصمة، وانهارت المراحل الأولى من مشروعها لفرض الولاية الاسلامية على المنطقة الممتدة من فلسطين الى أفغانستان.
ترتيب العلاقة بين عون وبكركي: عقد في منزل احد نواب التيار الوطني الحر لقاء بين عدد من المطارنة الموارنة والعماد ميشال عون في اطار عملية جارية لاعادة ترتيب العلاقة بين عون وبكركي، وتخلل اللقاء الذي استكمل على «مائدة عشاء» نقاش مستفيض حول الوضع المسيحي والتحديات المقبلة.