اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون بدأ «يحترم» الولايات المتحدة لكن الأخير رد بإصدار أوامر لتطوير برنامجه الصاروخي وزيادة الإنتاج.
وتتباين التصريحات الأخيرة بشكل كبير مع الخطاب الذي ساد خلال الأسابيع الماضية حيث توعد ترامب بيونغ يانغ بـ«النار والغضب»، وتأتي في وقت خفت فيه التوترات بعد تراجع كيم عن خطة لإطلاق وابل من الصواريخ نحو جزيرة غوام الأميركية المطلة على المحيط الهادئ.
لكن ترامب اعتبر خلال تجمع لأنصاره في فينيكس بولاية اريزونا أن كيم بدأ «يحترم» الولايات المتحدة، مؤكدا أن تصريحاته النارية ضد كوريا الشمالية بدأت تؤتي ثمارها.
وأضاف «قال البعض انها كانت قوية جدا. إنها ليست قوية بما يكفي».
واضاف «لكن بالنسبة إلى كيم جونغ أون، أحترمه كونه بدأ على ما أعتقد يحترمنا. أحترم هذا كثيرا».
في المقابل، كشفت بيونغ يانغ عن تقدم تكنولوجي كبير في برامجها الصاروخية وخطط طموحة لتطوير قدراتها.
وخلال زيارة أجراها كيم إلى معهد المواد الكيميائية في أكاديمية علم الدفاع، حيث أمر بزيادة انتاج محركات الصواريخ ورؤوس الصواريخ البالستية العابرة للقارات، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وتمكنت بيونغ يانغ خلال عهد جونغ اون من تحقيق تقدم تكنولوجي سريع، وبثت صورا لزيارة قام بها إلى أكاديمية علم الدفاع التي تطور الصواريخ أمس.
وأشار محللون إلى أن الصور تكشف وجود تقدم كبير في التكنولوجيا والطموحات الكورية.
وظهر كيم الذي ارتدى بزة سوداء إلى جانب أنبوب بني كبير قال جوشوا بولاك من معهد «ميلدلبوري» الأميركي للدراسات الدولية عبر موقع «تويتر» انه «اسطوانة من الألياف المفتولة وعلى ما يبدو أنه غطاء ذو قطر كبير يجري تصنيعه لمحرك صاروخ».
وقال المحلل المستقل الخبير في مجال الصواريخ والعلم النووي جورج هربيرت «لدينا رسوم بيانية وأسماء على ما يبدو أنهما صاروخان جديدان بقدرات نووية بمراحل متعددة يعملان بالوقود الصلب»، أحدهما صاروخ باليستي عابر للقارات والثاني جهاز متوسط المدى.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن رؤوس الصواريخ والمحركات مصنوعة من «مادة من مركب الكربون» وأن كيم «أمر المعهد بإنتاج المزيد من محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب ورؤوس الصواريخ».
وفيما بدا ترامب يهادن في تصريحاته زعيم كوريا الشمالية، فتح النار مجددا على وسائل الإعلام الأميركية على خلفية تصريحاته حول مظاهرة عنصرية في ولاية فيرجينيا.
وقال ترامب لأنصاره في تجمع جماهيري وصف بأنه «تجمع انتخابي» في فينيكس ان تصريحاته التي دان بها العنصرية، لم يتم نقلها بدقة في وسائل الإعلام.
وأعاد ترامب قراءة التصريحين، اللذين تم بثهما في الواقع، على الهواء مباشرة في التلفزيون ونقلهما في وسائل الإعلام المطبوعة الأسبوع الماضي، لكنه ترك التصريحات المرتجلة التي أثارت معظم الانتقادات حيث ألقى فيها باللوم «على الجانبين»، مساويا بين القوميين البيض والمتظاهرين المناهضين وأنه كان هناك «أشخاص طيبون» بين العنصريين البيض، الذين نظموا مسيرات في 12 أغسطس في شارلوتيسفيل بولاية فيرجينيا.
وأضاف ترامب في كلمة ألقاها خلال التجمع الجماهيري في مدينة فينيكس، أن الوقت حان «لكشف خداع وسائل الإعلام الملتوية واستكشاف دورها في إثارة العنف».
واعتبر ترامب أن «الوحيدين الذين يوفرون منبرا لجماعات الكراهية هذه هم وسائل الإعلام نفسها والأخبار المزيفة».
وشكك أيضا في ولاء الإعلام للبلاد.
وأضاف «أنت سوف تظن أنهم يريدون أن يجعلوا بلدنا عظيمة مرة أخرى، وإنني أعتقد بصدق أنهم لا يريدون ذلك».
وبعد التجمع الجماهيري في مركز فينيكس للمؤتمرات، فرقت الشرطة برذاذ الفلفل والصواعق الكهربائية حشدا كبيرا من المتظاهرين، بعد ان ألقى عدد منهم الحجارة وزجاجات المياه على رجال الشرطة، طبقا لما ذكرته صحيفة «أريزونا ريبابليك» في موقعها الالكتروني.