عدن إياد أحمد
كشف ضابط رفيع في قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح لـ«الأنباء» أن النقطة العسكرية التي استحدثها الحوثيون في منطقة المصباحي بالقرب من دار الرئاسة كانت مخططا وكمينا محكما لجماعة الحوثي لاغتيال صالح.
وقال الضابط في الحرس «ان الحوثيين رصدوا تحرك موكب صالح واثنين من أبنائه واستحدثوا نقطة مسلحة في جولة المصباحي نهاية أغسطس الماضي وأثناء مرور السيارات الأولى من موكب صالح والتي فيها نجلاه «خالد وصلاح» أطلق الحوثيون النار على تلك السيارات ظنا منهم أن صالح فيها، لكنه كان في سيارة أخرى نهاية الموكب وقتل خلال ذلك شقيق مدير مكتب أحمد علي عبدالله صالح المقدم خالد الرضي نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح».
وأكد أن الهدف الرئيسي من الكمين الحوثي «كان صالح بهدف تصفيته لكن الكمين فشل وتمكن صالح من الانسحاب من مؤخرة الموكب والعودة للخلف وسلك طريقا آخر عاد من خلالها إلى منزله واستدعى جميع الكتائب الموالية له للاستنفار والانتشار حول مكان تواجده ومنزله».
وأكد القيادي في الحرس الجمهوري لـ «الأنباء» أن جماعة الحوثي ما زالت تتحين الفرصة لاغتيال صالح. وأن صالح يعيش حالة قلق وخوف دائمة منذ ذلك الكمين وأنه يتنقل في صنعاء بسرية تامة ويغير أماكن تواجده بين الحين والآخر بشكل متخف، مشيرا إلى أن صالح وجه أتباعه بالتكتم الشديد على محاولة الاغتيال وعدم كشفها لوسائل الإعلام حتى لا يثير الخوف في نفوس أتباعه وتضعف جبهته الداخلية أمام جماعة الحوثي.
وفي سياق تصاعد حدة الخلافات التي تعصف بتحالف الانقلاب «الحوثي وصالح»، قالت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء «إن ميليشيات الحوثي أعدت قائمة سرية بأسماء قيادات عسكرية موالية لصالح في مختلف الوحدات والدوائر العسكرية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها لاختطافهم وإخفائهم، متوقعة أن يتم تصفية عدد منهم».
وأوضحت المصادر «أن قيادة جماعة الحوثي سلمت القائمة السرية إلى القيادي الحوثي «أبو علي الحاكم» الذي عين مؤخرا رئيسا لهيئة الاستخبارات في وزارة الدفاع بصنعاء للتعامل معهم، والحاكم معروف بسجله الإجرامي ورعايته لعدد من عمليات الاغتيالات التي طالت عددا من الضباط «وكانت الميليشيات بقيادة أبو علي الحاكم شنت مؤخرا حملة اختطافات طالت عددا من قيادات الجيش الموالين لصالح في صنعاء وذمار بينهم مدير دائرة شؤون الضباط في وزارة الدفاع اللواء الدكتور قائد العنسي بعد رفضه التوقيع على ترقية 13 ألف مسلح من عناصر الحوثي».
وأكدت أن ميليشيات الحوثي «نفذت عمليات إعدام منظمة للعشرات من عناصر صالح بعد اتهامهم بالفرار من جبهات القتال وخاصة في جبهات نهم شرق صنعاء وتعز وغرب مأرب والجوف وعلى الحدود بين اليمن والسعودية، وإحدى عمليات الإعدام التي نفذتها جماعة الحوثي، هي عملية إعدام جماعي شرق صنعاء حيث أمرت قيادات الحوثي مجموعة من المقاتلين التابعين لها والموالين لصالح أو الذين تشك بنيتهم الفرار بالتوجه إلى منزل أحد وجهاء منطقة نهم بعد أن فخخته بالمتفجرات، وما إن استقر المقاتلين داخل المنزل حتى قامت بتفجيره عن بعد على رؤوسهم، في عملية إعدام جماعية وبطريقة جديدة».