عدن - إياد أحمد
أكدت مصادر ميدانية مطلعة لـ «الأنباء»: أن ميليشيات الحوثي سيطرت على معسكر «ضبوة» التابع لحليفها المخلوع علي عبدالله صالح جنوب العاصمة صنعاء بعد اعتقال قائده علي المسعودي وحصار المعسكر لعدة أسابيع.
وقالت المصادر: «ان معسكر ضبوة يعد ثاني أكبر معسكر للحرس الجمهوري الموالي لصالح والذي كان يقوده نجله أحمد، وفرضت الميليشيات قائدا جديدا للمعسكر مواليا لها بعد السيطرة عليه، في إطار عودة مظاهر الخلافات بين شريكي الانقلاب بصنعاء وتصاعد حدة التوتر بينهما، فيما تواصل جماعة الحوثي مساعيها للسيطرة أيضا على معسكر «ريمة حميد» الإستراتيجي في مديرية سنحان مسقط رأس صالح والذي يعد من أهم معسكرات ومخازن الأسلحة التابعة لصالح».
وأضافت المصادر لـ «الأنباء»: أن أحد أبرز مظاهر التوتر بين تحالف الانقلاب الذي ظهر مؤخرا هو ملف إضراب المعلمين مع بدء العام الدراسي للمطالبة بمرتباتهم المتوقفة منذ عام، وإغلاق المدارس بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي مازالت تحت سيطرة الميليشيات، حيث اتهمت جماعة الحوثي حزب صالح بالوقوف وراء قرار إضراب المعلمين وإغلاق المدارس، وبدأت حملة تهديدات وقمع واسعة للمعلمين المضربين، وحاولت فرض إيقاف الإضراب بقوة السلاح والتهديد باستبدال المعلمين المضربين بعناصر موالية لها واندلعت على أثرها مواجهات بصنعاء بين عشرات المعلمين والمعلمات المطالبين بتسليم مرتباتهم من جهة وبين ميليشيات الحوثي التي اتهمت المتظاهرين بأنهم مدفوعون من قبل حليفهم صالح، وقالت جماعة الحوثي: «ان صالح قام بتحريض المعلمين للخروج في مظاهرات ضدهم من أجل إضعاف سلطات الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها» ما ضاعف حدة التوتر بين الطرفين ومازالت أجواء العاصمة متوترة جدا في ظل استمرار التظاهرات لمئات المعلمين لليوم الخامس على التوالي.
من جانب آخر، وعلى الرغم من أن المؤشرات الميدانية على الأرض تؤكد استمرار تعنت ميليشيات الحوثي وصالح وعدم رضوخها أو استجابتها للسلام ورفضها المتتالي لمبادرات الأمم المتحدة أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن مساء أول من أمس الثلاثاء، أنه يعمل على مقترح جديد شامل يتضمن مبادرات إنسانية لإعادة بناء الثقة وعودة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات.
وطالب ولد الشيخ مجلس الأمن باستخدام كل نفوذه السياسي والاقتصادي للضغط على الأطراف اليمنية للالتزام بمسار السلام، مؤكدا ان زعماء الحرب في اليمن يزدادون غنى وثراء لذلك يرفضون إيقاف الحرب ويرفضون الحلول كونهم إن قبلوا بها سيخسرون قدرتهم على التحكم والسيطرة، ويبقى الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني الذي يدفع الثمن الأكبر من الحرب ويزداد فقرا.