عادت كوريا الشمالية إلى خطابها التقليدي بعد أشهر من الانفتاح الديبلوماسي، حيث هددت امس بإلغاء القمة المرتقبة بين زعيمها كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذا ما ضغطت واشنطن عليها من أجل التخلي عن ترسانتها النووية في شكل أحادي.
وقال نائب وزير خارجية كوريا الشمالية كيم كي غوان، إنه «إذا ما حاولت الولايات المتحدة التضييق علينا وإرغامنا على التخلي عن السلاح النووي من جانب واحد، فلن نبدي اهتماما بالمحادثات».
وتوعد غوان بأنه في هذه الحالة فإن بيونغ يانغ «ستعيد النظر» في مشاركتها في القمة المرتقبة بين كيم وترامب في 12 يونيو في سنغافورة.
وقال: «لقد أعربنا بالفعل عن استعدادنا لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، وأعلنا مرارا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع حدا لسياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية ولتهديداتها النووية، كشروط مسبقة».
كما هاجم غوان بشدة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي تحدث عن «النموذج الليبي» لنزع السلاح النووي في الشمال.
وقال إن هذه «محاولة مغرضة لإخضاع كوريا الشمالية لمصير ليبيا والعراق». وأضاف: «لا يمكنني أن أكبت غضبي»، مبديا «تشكيكا حيال صدق» الولايات المتحدة.
وأضاف على الرغم من قرار ليبيا التخلي عن برنامجها النووي، قتل الزعيم معمر القذافي في انتفاضة شعبية أطاحته بدعم من حملة قصف جوي نفذها الحلف الأطلسي في 2011.
كما رفض كيم عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي زار بيونغ يانغ مرتين واقترح تقديم مساعدة أميركية لكوريا الشمالية لقاء نزع سلاحها النووي.
وقال غوان: «لم ننتظر يوما المساعدة الأميركية لبناء اقتصادنا ولن نبرم إطلاقا مثل هذا الاتفاق في المستقبل».
من جهة أخرى، ألغت بيونغ يانغ لقاء رفيع المستوى مع كوريا الجنوبية احتجاجا على المناورات العسكرية السنوية «الاستفزازية» التي تجريها سيول وواشنطن.
كما أعلنت سيول أنها تبلغت بإلغاء المفاوضات الرفيعة المستوى التي كانت مقررة امس بصورة «غير محدودة»، واصفة هذا القرار بأنه «مؤسف».
وأبلغت واشنطن أنها تواصل الإعداد للقمة بين كيم وترامب وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت «سنستمر في التخطيط للقاء».
لكن نويرت نفت أن تكون المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية استفزازا، مشيرة إلى أن «كيم جونغ اون قال إنه يتفهم أهمية هذه المناورات».