ندد الكرملين بالعقوبات الاقتصادية الأميركية الجديدة التي فرضتها على موسكو مؤكدة أنها متورطة في قضية تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته بغاز الأعصاب «نوفيتشوك» في بريطانيا.
واعتبر الكرملين أن العقوبات «غير مقبولة على الإطلاق وغير شرعية» لكنه قال في الوقت نفسه انه «لا يزال يأمل» في علاقات بناءة مع واشنطن.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نعتبر الاعلان عن قيود جديدة مرتبطة بقضية سالزبري غير مقبول على الإطلاق ونعتبرها غير شرعية»
وبعد أقل من شهر على قمة هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير پوتين التي ظهر فيها الانسجام بينهما، عادت المواجهة مجددا. وفي الوقت الذي كانت فيه روسيا قلقة من مبادرات البرلمانيين الأميركيين المستعدين لمعاقبتها، جاء الهجوم من الإدارة نفسها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها توصلت إلى قرار نهائي بأن حكومة الرئيس الروسي تتحمل مسؤولية محاولة قتل الجاسوس وابنته يوليا. في عملية التسميم التي وقعت مطلع مارس في سالزبري البريطانية. وفي أعقاب ذلك تم تبادل طرد الديبلوماسيين بين موسكو وأبرز دول الغرب في الربيع.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أنه وفقا لقانون الحد من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والتخلص منها الصادر عام 1991 فقد تأكد أن روسيا «تستخدم أسلحة كيماوية أو بيولوجية منتهكة القانون الدولي أو تستخدم أسلحة كيماوية أو بيولوجية مميتة ضد مواطنيها»، بحسب وكالة بلومبرغ الإخبارية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إنه إذا لم تتمكن روسيا من أن تثبت في غضون 90 يوما أنها لم تعد تستخدم الأسلحة الكيماوية وتسمح بإجراء عمليات التفتيش، فإن الولايات المتحدة قد تفرض شريحة ثانية من العقوبات.
واعتبارا من صباح الأمس خفض المستثمرون رهاناتهم على الأصول الروسية. وتراجع الروبل إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ قرابة عامين وتجاوز سعر الدولار 66 روبل صباحا. في حين تجاوز اليورو 77 روبل لأول مرة منذ ابريل.
وفقد مؤشر «ار تي اس» في بورصة موسكو 2.3% و«مويكس» 0.70%.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه: إن العقوبات تشمل حظر بيع روسيا تكنولوجيا «حساسة» كتلك المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية ومعدات المعايرة وهي تكنولوجيا كان يسمح ببيعها سابقا كل حالة على حدة. وقد تشمل هذه العقوبات، وفق المسؤول نفسه، صادرات بمئات الملايين من الدولارات إلى روسيا.
ونتيجة ذلك تراجع سهم شركة ايروفلوت الروسية 10% في البورصة لدى بدء التداول.
كما وصف بيسكوف اقتراحات أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي باعتبار روسيا دولة راعية للإرهاب بأنها اقتراحات تصل إلى حد الجنون، مشيرا إلى أن الاتهام بتمويل الإرهاب يمكن توجيهه إلى البلدان التي تدعم المجموعات الإرهابية المتبقية في سورية.