شنت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، حملة مباشرة على الصين في جميع الأصعدة، لم تخض واشنطن مثلها من قبل، إلا أن نتائجها غير مؤكدة، كما توعد ترامب بتدابير مثل التشديد على عمليات نقل التكنولوجيا النووية المدنية لمنع «تحويرها» من أجل «أهداف عسكرية».
ومن أبرز المواجهات في هذا السياق ما جرى في الأمم المتحدة، حين نظم غداء في سبتمبر كما في كل سنة بين الدول الخمس الدائمة العضوية، سادته «أجواء جليدية» بحسب ما روى شاهد، مشيرا إلى «حملة هجاء فظيعة» من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ضد الصين، و«مواجهة شاملة وكثيفة» ورد بالقدر ذاته من «العنف» من نظيره الصيني وانغ يي.
واعتبرت هذه الانتقادات الشديدة خلال اجتماع تسوده اللباقة في غالب الأحيان، مؤشرا مسبقا على خطاب علني ألقاه نائب الرئيس مايك بنس في 4 الجاري.
وتضمن الهجوم غير المسبوق بشدته اتهامات عدة منها المنافسة التجارية غير النزيهة والتوسع الديبلوماسي والعسكري ولا سيما في بحر الصين الجنوبي، والانتهاكات المكثفة للحريات العامة ولحقوق الأقليات الدينية، وصولا إلى اتهام مدهش بالتدخل في الانتخابات الأميركية من أجل التخلص من ترامب.
ورأى الخبير في معهد بروكينغز راين هاس المسؤول في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن الإدارة الجمهورية «اختارت اتباع مسار مختلف عن الحكومات السابقة، مركزة على الضغوط العلنية على حساب الديبلوماسية.
من جانبه، تعهد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بتشديد نهج إدارة ترامب الصارم تجاه الصين، قائلا: إن «سلوك بكين يحتاج إلى تعديل في مجال التجارة وفي المجالات الدولية والعسكرية والسياسية».
وفي مقابلة مع محطة إذاعية بثت أول من أمس، قال بولتون إن الرئيس دونالد ترامب يعتقد أن الصين استغلت النظام الدولي لفترة طويلة جدا دون أن يواجهها الأميركيون بما يكفي، مضيفا: «حان وقت القيام بذلك».
وقال بولتون إن نهج ترامب المتشدد تجاه الصين، وهي بلد اعتبرته الإدارة «القضية الرئيسية في هذا القرن»، قد جعل بكين «مرتبكة».