- مظاهرات أقل زخماّ واعتقال نحو 100 شخص في بروكسل
أتمت احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا شهرها الأول أمس، وامتدت الى بلجيكا.
ورغم انخفاض اعداد المتظاهرين عن الأعداد التي خرجت في الأسابيع الماضية، إلا أن الشرطة الفرنسية بدت أكثر حزما، حيث استخدمت للمرة الأولى المدرعات العسكرية، اضافة الى قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لسقوط عدة اصابات في صفوف المحتجين، واعتقلت المئات منهم، بينما أغلقت أبرز معالم العاصمة. وقام المتحجون بإحراق العديد من السيارات واقامة حواجز واغلاق عدد من شوارع العاصمة باريس.
ورغم ان الرئيس ايمانويل ماكرون رضخ لمطالب المحتجين وقدم سلسلة تنازلات وعلق زيادات الأسعار على الوقود، فإن متظاهري أمس جددوا رفع شعارات «ماكرون، تنحى» قرب جادة الشانزليزيه.
وقدرت السلطات عدد متظاهري امس بنحو 30 ألف شخص اعتقلت منهم أكثر من 700. وقال نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز أن نحو 31 ألف شخص شاركوا في تظاهرات حركة «السترات الصفراء» في أنحاء فرنسا أمس.
وقال لقناة «فرانس2» التلفزيونية «على الصعيد الوطني، ويشمل ذلك باريس، تم اعتقال أكثر من 700 شخص، بينما بلغ عدد المشاركين في التحرك 31 ألفا في أنحاء البلاد بينهم ثمانية آلاف في باريس».
ومنذ الصباح الباكر توافد المتظاهرون المنددون بزيادة أسعار الوقود وتردي الأوضاع الاقتصادية، إلى الشانزليزيه في باريس، وسمحت الشرطة التي اتخذت تدابير أمنية واسعة، بدخول المتظاهرين، إلى الشارع بعد تفتيشهم، فيما حدثت مناوشات بين الطرفين أحيانا. وغطيت العديد من المتاجر بألواح لحمايتها من النهب وأزيلت مقاعد الشوارع والمواد المستخدمة في مواقع البناء لتجنب استخدامها كمقذوفات.
وقال سائق شاحنة عرف عن نفسه باسم داني وقدم إلى باريس من ميناء كيان في نورماندي «أنا هنا من أجل ابني. لا يمكنني تركه يعيش في بلد حيث يستغل الفقراء».
وتم إغلاق متاجر ومتاحف وبرج إيفل إلى جانب العديد من محطات القطارات ومعظم المناطق الواقعة وسط المدينة، بينما ألغيت مباريات كرة قدم وحفلات موسيقية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إن «الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن السيطرة» متعهدا بأن السلطات الفرنسية «لن تتهاون» مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضى.
بدورها، ترصد الحكومات الأجنبية الأوضاع عن كثب في إحدى مدن العالم الأكثر رواجا في أوساط السياح.
وأصدرت السفارة الأميركية تحذيرا لمواطنيها في باريس، داعية إياهم إلى «تفادي الظهور وتجنب التجمعات»، فيما حضت الحكومات البلجيكية والبرتغالية والتشيكية مواطنيها الذين ينوون التوجه إلى باريس على تأجيل سفرهم.
وفي مؤشر الى العنف الوشيك، تسلم بينوا بوتيري، وهو نائب في البرلمان عن حزب ماكرون، رصاصة بالبريد أمس الأول أرفقت برسالة كتب عليها «في المرة المقبلة، ستكون بين عينيك».
ورغم رضوخ ماكرون هذا الأسبوع لبعض مطالب المحتجين عبر إجراءات لمساعدة الفقراء والطبقة المتوسطة التي تعاني من صعوبات معيشية تضمنت إلغاء الزيادة التي كانت مرتقبة في الضرائب على الوقود والحفاظ على أسعار الكهرباء والغاز في 2019.
لكن ناشطي «السترات الصفراء»، الذين ارتفع منسوب التشدد في أوساط بعضهم، يطالبون بمزيد من الإجراءات.
وفي بلجيكا كانت المظاهرات أقل زخما، حيث أوقف نحو 100 شخص في بروكسل خلال تظاهرة «السترات الصفراء» التي ضمت 400 محتج بعد الظهر بحسب ما أفادت الشرطة المحلية.
وقالت إلسي فان دي كيير متحدثة باسم شرطة بروكسل وإحدى ضواحيها إيكسل، لوكالة فرانس برس «تم توقيف نحو 100 شخص بعد عمليات التدقيق التي أجريناها بشكل وقائي».
وألقى متظاهرون مقذوفات على قوات الأمن قرب الحي الذي تقع فيه مقار الهيئات الأوروبية والذي أغلق بشكل كامل أمام السيارات والمارة. لكن الوضع عاد إلى الهدوء بعد الاعتقالات.
ترامب يسخر مجدداً من الاحتجاجات: انهم يغنون «نريد ترامب»
عواصم - وكالات: هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس، مجددا اتفاق باريس للمناخ، معتبرا ان تحرك «السترات الصفراء» في فرنسا يثبت فشل هذا الاتفاق.
وكتب ترامب على تويتر أن «اتفاق باريس لا يسير على نحو جيد بالنسبة الى باريس، تظاهرات وأعمال شغب في كل انحاء فرنسا»، فيما نظم ناشطو حركة «السترات الصفراء» تحركهم الرابع امس.
وأضاف «الناس لا يريدون دفع مبالغ كبيرة، قسم كبير منها للدول النامية التي تدار بشكل يثير الشكوك، بهدف حماية البيئة، ربما». وكان الرئيس الاميركي سخر الثلاثاء الماضي من التنازلات التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لـ «السترات الصفراء»، معتبرا أن اتفاق باريس آيل الى الفشل.
وأضاف ترامب «انهم يغنون نريد ترامب، إنني أعشق فرنسا».
أردوغان: كشفت فشل أوروبا في امتحان الديموقراطية والحريات
اسطنبول - الأناضول: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مظاهرات «السترات الصفراء»، «كشفت فشل أوروبا في امتحان الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات».
جاء ذلك في كلمة خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع، في حي أوسكودار، باسطنبول، امس. وقال الرئيس أردوغان «نتابع بقلق ما تشهده شوارع أوروبا».
وأضاف أردوغان: «هل تشاهدون ما يحدث في أوروبا؟ هؤلاء هم الذين التزموا الصمت حيال ما تعرضنا له في محاولة 15 يوليو الانقلابية».
وأردف: «ترون الآن وضع من التزموا الصمت حيال الذين حاولوا تلطيخ شوارعنا بالدم وإحراقها بالنار. شوارع العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها باريس ملتهبة».
وتابع: «انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزأون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع، شرطتنا عادلة».
وأعرب أردوغان عن معارضته مشاهد الفوضى التي تسبب بها متظاهرون في شوارع أوروبا والقوة المفرطة تجاههم على حد سواء. ولفت أردوغان إلى أن «الذين أثاروا معاداة اللاجئين والإسلام من أجل الشعبوية السياسية وقعوا في الحفرة التي حفروها».
وأضاف الرئيس أردوغان قائلا: «جدران الأمن والرفاهية التي تغنوا بها بدأت تتزعزع على يد مواطنيهم بالذات وليس من قبل اللاجئين والمسلمين».