قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة مفاجئة إلى بلدة «جاسني» التابعة لإقليم «أور» الواقع في منطقة نورماندي شمال غربي فرنسا، حيث حضر اجتماعا لمجلس البلدية قبل ساعات من انطلاق «الحوار الوطني الكبير» الذي يناقش الأوضاع الحالية في باريس وكيفية تجاوزها.
ويرتكز «الحوار الوطني الكبير» الذي ينطلق تحت عنوان «لنحول الغضب إلى حلول» للحد من احتجاجات «السترات الصفراء» على أربع نقاط أساسية هي: «الضرائب والإنفاق العام» و«التنظيم الحكومي والخدمات العامة» و«الانتقال الإيكولوجي» و«الديموقراطية والمواطنة».
ويعول الرئيس الفرنسي على «الحوار الوطني الكبير» الذي يستمر حتى 15 مارس المقبل، لاحتواء أزمة «السترات الصفراء» بينما يرى المحللون السياسيون انه يمثل الأمل الأخير امام ماكرون للفوز بولاية جديدة ويشكل منعطفا حاسما لمصيره السياسي.
وتمثل استقالة الوزيرة السابقة شانتال جوانو التي كانت مكلفة بتنظيم الحوار عثرة مربكة للحكومة التي اكدت بدورها ان «الحوار هو المهم وليس الأشخاص».
كما يمثل انقسام الأحزاب السياسية بين مؤيد ومعارض عقبة امام الرئيس ماكرون، لاسيما في ضوء الحملة الإعلامية الشرسة التي تقودها الاحزاب المعارضة لإجهاض الحوار والتأثير على حركة «السترات الصفراء».
فمن جانبه، اعرب اليسار عن الأسف لرفض ماكرون فتح نقاش حول الإصلاحات الضريبية فيما اعتبر اليمين المتطرف أن السلطات تسعى عبر هذا الحوار «إلى كسب الوقت».
كما اعتبر حزب «فرنسا الأبية» دعوة ماكرون «مجرد تضليل لوأد التحرك».
في المقابل أكد حزب الحركة الديموقراطية الوسطي «ان الحوار يمكن أن يكون مهما جدا ومفيدا حتى لو أن كثيرين سيسعون لعرقلته».