- رئيسة الوزراء «تتحجب» أثناء تقديم العزاء وتتعهد بالحد من التسليح
- نيوزيلندا تنعى ضحايا أسوأ «مجزرة» للمسلمين في الغرب
مثل الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما) منفذ الهجوم المروع على مسجدين في كرايست تشيرش بنيوزيلندا المعروفة بأنها من اكثر الدول سلاما وأمنا، أمس أمام محكمة المدينة التي وجهت اليه تهمة القتل في حين عم الحزن البلاد وتوالت ردود الفعل المنددة، تزامنا مع تحضيرات الجالية المسلمة المصدومة لدفن الضحايا الـ 50.
واستمع مدرب اللياقة البدنية السابق والناشط اليميني وهو مكبل اليدين ويرتدي قميصا أبيض يلبسه المعتقلون، إلى التهمة الموجهة إليه. وهو لم يتقدم بطلب للإفراج عنه بكفالة وسيظل في السجن حتى مثوله مجددا أمام المحكمة في 5 أبريل.
وتحاول الشرطة جمع شهادات وتفاصيل عن ملابسات الحادث للإجابة عن التساؤل المهم وهو لماذا وكيف حدث ذلك؟
وترغب السلطات في معرفة كيف لم تتمكن أجهزة الاستخبارات من مراقبة القاتل رغم نشره آراء متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخارج مقر المحكمة، كان سكان كرايست تشيرش يكافحون للتعامل مع التأثيرات الناجمة عما يعتقد انه أسوأ عمل إرهابي يستهدف المسلمين في الغرب.
وعلى مقربة منهم، كانت حفارات تحضر مساحة واسعة من الأرض تكفي لدفن جثث الضحايا، رغم أن الشرطة لم تسلم الأهالي الجثامين بعد.
وفي مستشفى المنطقة، يعمل الأطباء على مدار الساعة لمعالجة جروح 50 شخصا مصابين بطلقات نارية وجروح أخرى طفيفة.
وتتضمن قائمة الجرحى طفلا عمره عامان وطفلة عمرها أربعة أعوام في حالة حرجة.
وأثار الاعتداء على مسجدي لينوود والنور حزنا وصدمة غير مسبوقين في هذا البلد المسالم، الذي يتباهى بالترحيب بالمهاجرين الفارين من العنف والاضطهاد.
وتوافد أشخاص من كل القطاعات في نيوزيلندا إلى الحواجز التي أقامتها الشرطة في محيط مسجد النور، حيث سقط اكبر عدد من الضحايا، للتعبير عن احترامهم وإظهار تضامنهم مع الجالية المسلمة البالغ عددها نحو 50 ألف شخص وتشكل نحو 1% فقط من سكان الجزيرة.
ورافقت باقات الزهور رسائل مكتوبة تعبر عن الحزن وعدم التصديق من سكان مدينة وصفها سائق محلي بأنها «مدينة الحزن».
وجاء في إحدى الرسائل الموضوعة وسط الزهور «آسف انكم لم تكونوا آمنين هنا. قلوبنا حزينة لخسارتكم».
بدوره، أعلن الإمام الذي كان يؤم المصلين في مسجد لينوود لحظة إطلاق المسلح النار على من كانوا بداخله الجمعة، أن هذا الاعتداء لن يغير من الحب الذي يكنه المسلمون لنيوزيلندا.
وقال إبراهيم عبد الحليم «لقد كان يوما سيئا للغاية، ليس لنا وحدنا، لكل نيوزيلندا»، لكنه تابع «ما زلنا نحب هذا البلد»، واعدا بأن المتطرفين «لن يقوضوا أبدا ثقتنا».
وفي أرجاء الجزيرة الهادئة، تفاعل المواطنون مع دعوات التضامن العابرة للديانات، إذ تم جمع ملايين الدولارات، والتبرع بالطعام الحلال بل وحتى تطوع البعض بمرافقة المسلمين الخائفين الآن من السير بمفردهم في الشوارع.
ووصلت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أمس مرتدية غطاء للرأس أسود اللون، إعرابا عن احترامها للمسلمين الذين يعيشون حالة حداد، إلى المدينة حيث التقت الناجين وذوي الضحايا.
وقالت إن الضحايـــــا يتحدرون من أرجاء العالم الإسلامي، مشيرة إلى أن تركيا وبنغلاديش واندونيسيا وماليزيا قدمت مساعدات قنصلية.
وكانت محطتها الأولى، جامعة هاغلي، حيث التقت عددا من ذوي الضحايا، وأعربت عن تعازيها، واستمعت لمطالبهم.
وعقب ذلك، زارت مركز كانتربري للاجئين، حيث اجتمعت مع ممثلي المجتمع الاسلامي، وعقدت مؤتمرا صحافيا.
وقالت أرديرن: «القادة المسلمون الذين تحدثت اليهم هنا، يتشاطرون مشاعر عموم الشعب النيوزيلندي».
وأضافت «هذه ليست نيوزيلندا التي يعرفونها، وهذا (الهجوم) لا يعكس نيوزيلندا التي احتضنتهم وعرفوها، ومشاعرهم العامة في هذا الاتجاه».
ومن المنتظر أن تقوم أرديرن، بزيارة المستشفى الذي يتلقى فيه المصابون العلاج، في إطار جولتها بالمدينة.
وقتل مواطن سعودي وأربعة مواطنين أردنيين وأربعة مصريين في الاعتداء، فيما فقد اثر خمسة مواطنين باكستانيين. كما قتل لاجئ سوري وأصيب ابنه بجروح بالغة في حين فقد ابنه الآخر.
وقالت ساهرة أحمد وهي نيوزيلندية من أصل صومالي إنها تأثرت بزيارة رئيسة الوزراء.
وقالت أحمد لوكالة فرانس برس «إنها تعني الكثير... إنها إشارة لتقول أنا معكم».
وقالت أرديرن خلال مؤتمر صحافي في ولنغتون قبل توجهها إلى مدينة كرايست تشيرش إن «المهاجم كانت لديه رخصة حمل أسلحة حصل عليها في نوفمبر 2017».
وأشارت إلى أن الرجل البالغ من العمر 28 عاما كان قد اشترى بندقيتين نصف آلية وبندقيتي صيد وسلاحا آخر. وأضافت «مجرد أن هذا الشخص حصل على ترخيص وحاز أسلحة من هذا النوع، يدفعني الى القول إن الناس يريدون أن يتغير ذلك، وسأعمل على» هذا التغيير.
وتابعت أرديرن «يمكنني أن أخبركم شيئا واحدا، قوانيننا حول الأسلحة ستتغير».
وكان السفاح منفذ الهجوم نشر «بيانا» عنصريا على مواقع التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ الهجوم. وبدا أنه استوحى نظريات منتشرة في أوساط اليمين المتطرف تقول إن «الشعوب الأوروبية» تستبدل بمهاجرين غير أوروبيين.
ونقل المهاجم مباشرة على الإنترنت مقاطع من الاعتداء، حيث أمكن رؤيته يتنقل من ضحية إلى أخرى، مطلقا النار على جرحى حاولوا الهرب.