تواصلت امس، الاحتجاجات المناوئة لتمديد حكم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بعد مظاهرات مليونية أمس الاول.
وشهدت ولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل، صباح امس، مسيرتين سلميتين، ضد القرارات الأخيرة للرئيس بوتفليقة، شارك فيها مئات المواطنين من مختلف الأعمار.
وتظاهر عدد من سكان بلدة درقينة بولاية بجاية شرقي الجزائر، رفضا لاستمرار النظام الحالي ومطالبة بالتغيير الجذري الشامل.
ونظم عشرات العمال والموظفين وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين (أكبر نقابة عمالية في الجزائر) في العاصمة الجزائر، حيث رفعوا شعارات تطالب برحيل ومحاسبة الأمين العام للنقابة عبد المجيد سيدي السعيد، الذي «اختار الوقوف في صف النظام».
وشهدت المظاهرات امس، هتافات لرجال الشرطة من قوات مكافحة الشغب، مع المتظاهرين «جيش شعب اخوة»، الأمر الذي يعتبر سابقة، منذ بداية المسيرات.
واقتصر عمل الشرطة امس، على حماية المتظاهرين، من أي فوضى، إلى حين انسحابهم من كل الميادين، حيث تأكدت سلمية الحراك في الوقت الذي قسم المتظاهرون المهام فيما بينهم بطريقة عفوية.
وجرت المسيرات بصورة إجمالية بشكل «سلمي»، طبقا لشعار هذا الحراك، مع حصول بعض الصدامات المحدودة قرب وسط العاصمة بين الشرطة وبضع مئات الشبان الذين رشقوا بالحجارة قوات كانت تقطع جادة مؤدية إلى مقر الرئاسة، وأوقعت المواجهات بعض الإصابات بحسب فرانس برس.
من جهتها، أعلنت مديرية الأمن الوطني في بيان توقيف 75 شخصا بسبب «أحداث عنف وسرقة وتحطيم سيارات وتخريب ممتلكات عامة وخاصة» في بعض أحياء العاصمة.
وأكد البيان «إصابة 11 شرطيا بجروح خفيفة».
وبعد انتهاء المسيرات بدأ شباب متطوعون بجمع النفايات وتنظيف الشوارع حتى انه لم يبق أي أثر للتظاهرة في وسط العاصمة، ثم عادت حركة المرور إلى طبيعتها وغادرت شاحنات الشرطة مواقعها.
وكتبت صحيفة «الخبر» الصادرة امس، تحت عنوان «لن تزيد دقيقة يا بوتفليقة»، ان الجزائريين خرجوا «بالملايين رفضا لاستمرارك في الحكم بعد انتهاء عهدتك في أبريل المقبل».
أما صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية فإن «الرد الصارخ للشعب» على «خارطة الطريق لتحضير المرحلة الانتقالية» هو «الرفض»، معتبرة ان «ملايين الجزائريين أعلنوا بذلك نتيجة استفتاء الشارع أمس الاول».
وتساءل موقع «كل شيء عن الجزائر» الإخباري: «هل ستتوقف السلطة عن المناورة؟» بعد «الرد القوي والواضح من الشعب على الإجراءات الترقيعية التي اتخذها الرئيس بوتفليقة».
وحتى وسائل الإعلام الرسمية المقربة تقليديا من النظام أفادت عن الاستياء الشعبي حيال السلطة، فعنونت وكالة الأنباء الرسمية على موقعها الإلكتروني «المطالبة بتغيير النظام واحترام الدستور في صلب شعارات المسيرات الحاشدة».
وبثت قناتا «التلفزيون الجزائري» و«كانال ألجيري» العامتان مشاهد من التظاهرات ظهرت فيها لافتات تحمل شعارات معادية للنظام مثل «ارحلوا»، وكذاك خصصت الإذاعة المملوكة للدولة تغطية واسعة للتظاهرات ونقلت تصريحات محتجين يطالبون برحيل بوتفليقة.
أما صحيفة المجاهد الحكومية الناطقة بالفرنسية فما زالت تتساءل: «إن كانت الإجابات المقدمة الى حد الآن غير كافية أولم يتم شرحها بشكل واضح؟»، مشيرة إلى أن مطالب الجزائريين «بتغيير جذري للنظام، مشتركة وعادلة وشرعية».
لكن بالنسبة لصحيفة «ليبرتي» فإنه «لا مجال للصلح بين النظام والشعب فقد دقت ساعة رحيل النظام» و«لا شيء يمكن ان يوقف هذا الرحيل (لأن) الجزائريين انتبهوا إلى الحيل والمناورات».
ورد المتظاهرون على هذه المبادرة الرئاسية بلافتات كتبوا عليها «تتظاهرون بفهمنا، نتظاهر بالاستماع إليكم» و«أردنا انتخابات بدون بوتفليقة، فحصلنا على بوتفليقة بدون انتخابات».