حقق الشارع الجزائري المنتفض على النظام «برمته»، انتصارا جديدا بإسقاطه رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، وهو أحد «الباءات» التي يطالب المحتجون بالإطاحة بهم، كما تلقى وعدا من الجيش بحماية حراكه المستمر والمتجدد.
وقدم بلعيز استقالته للرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، وفق ما أعلن المجلس الدستوري أمس في بيان نشرته وسائل الإعلام الحكومية.
وأعلن المجلس المؤلف من تسعة أعضاء والمختص بمراقبة انتخاب رئيس الجمهورية والانتخابات التشريعية، أن بلعيز أبلغه باستقالته من منصبه في أثناء اجتماعه أمس.
وبعد بلعيز، يبقى من «الباءات الثلاث» التي يطالب الحراك بإسقاطها، الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نور الدين بدوي.
ويضيف بعض المتظاهرين رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب الى المطلوب إسقاطهم، كونهم من أعمدة النظام السابق.
وفي السياق ذاته، قال قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح إن الوضع السائد في هذه المرحلة الانتقالية خاص ومعقد، وفجر صالح مفاجأة باتهامه رئيس الاستخبارات السابق الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق، تآمر على مطالب الشعب، ووجه له «إنذارا أخيرا» مهددا بإجراءات صارمة بحقه.
وقال «لقد تطرقت في مداخلتي يوم 30 مارس الماضي إلى الاجتماعات المشبوهة التي تعقد في الخفاء من أجل التآمر على مطالب الشعب ومن أجل عرقلة مساعي الجيش الوطني الشعبي ومقترحاته لحل الأزمة، إلا أن بعض هذه الأطراف وفي مقدمتها رئيس دائرة الاستعلام والأمن السابق، خرجت تحاول عبثا نفي تواجدها في هذه الاجتماعات ومغالطة الرأي العام، رغم وجود أدلة قطعية تثبت هذه الوقائع المغرضة».
وأكد قايد صالح أن المرحلة الانتقالية الحالية لا تحتمل أي تأجيل، وقال «إن الوقت يداهمنا».
وجدد الفريق قايد صالح في كلمة له خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بولاية ورقلة (شرق) التأكيد على دعم الجيش الجزائري لسير المرحلة الانتقالية، مجددا التأكيد على أن كل الآفاق الممكنة تبقى مفتوحة من أجل إيجاد حل للأزمة في أقرب الآجال.
ودعا «إلى ضرورة قيام العدالة بمحاسبة المتورطين في قضايا الفساد، المتعلقة باستفادة بعض الأشخاص، بغير وجه حق، من قروض بآلاف المليارات وإلحاق الضرر بخزينة الدولة واختلاس أموال الشعب»، متعهدا بحماية المحتجين وداعيا إياهم الى تجنب العنف.
وتزامنا، عمت المظاهرات الحاشدة العاصمة الجزائر امس، رفضا للرئيس «المؤقت» بن صالح، ولحكومة تصريف الأعمال بقيادة بدوي، ولكل أركان نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة.
وتظاهر آلاف الطلاب وأساتذة الجامعات ومواطنين في ساحتي «البريد المركزي» و«موريس أودان» وسط العاصمة، بحسب الأناضول.
وردد المتظاهرون هتافات رافضة لإشراف رموز نظام بوتفليقة على المرحلة المقبلة.
وخففت قوات الشرطة الجزائرية تعزيزاتها وسط العاصمة، وخاصة ساحتي البريد المركزي وساحة موريس أودان مقارنة بالأسبوع الماضي، واكتفى عناصرها بمراقبة الوضع عن كثب دون التدخل لمنع المسيرة.