انتهى الحريق الذي استمر لأكثر من 15 ساعة في كنيسة «نوتردام»، لتبدأ عاصمة النور المعاصر تلملم جراح «سيدتها».
وتوالت ردود الفعل من مختلف انحاء العالم للتعبير عن الحزن والتضامن مع فرنسا وشعبها.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الكاتدرائية هي «رمز لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية. أفكارنا مع الاصدقاء الفرنسيين».
ووجه بابا الفاتيكان فرنسيس «التحية الى شجاعة عناصر الاطفاء الذين تدخلوا لاحتواء الحريق، آمل في ان تصبح كاتدرائية نوتردام مجددا، بفضل اعمال اعادة البناء وحشد جهود الجميع، هذه الدرة الجميلة في قلب المدينة، رمزا لايمان من شيدوها وكنيسة أما لابرشيتكم وتراثا معماريا وروحيا لفرنسا والانسانية».
وعبرت الملكة اليزابيث عن «حزن عميق» إزاء الحريق المدمر وذلك في رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الحريق في كاتدرائية نوتردام في باريس يخلف «ألما في قلوب الروس».
وما ان اعلنت سلطات الاطفاء في باريس اكتمال عملية إخماد الحريق الهائل، حتى بدأت تتوضح الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمعلم الموضوع على قائمة التراث العالمي.
وتمكن رجال الإطفاء من إنقاذ الهيكل الحجري الأساسي للمبنى الذي يبلغ عمره 850 عاما، إلا أن الحريق أدى إلى تدمير سقف الكاتدرائية وأجزاء أخرى منها لاسيما البرج المدبب الشهير الذي يرتفع لأكثر من 90 مترا.
من جهته، قال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستير للصحفيين إن الأعمال الفنية والنفائس الأخرى وخاصة اللوحات الكبيرة التي تضررت خصوصا جراء الدخان الناجم عن الحريق، ستنقل اعتبارا من الجمعة إلى متحف اللوفر لترميمها.
وأوضح الوزير ردا على أسئلة الصحافيين قرب الكاتدرائية «اللوحات الكبيرة لم تتعرض لأضرار ناجمة عن الحريق بل عن الدخان».
وتابع «يمكن سحبها اعتبارا من الجمعة على الأرجح لتنقل إلى مخازن اللوفر حيث سترمم».
في الاثناء، استمرت حملة التبرعات من الشركات والعائلات الثرية الفرنسية والشخصيات والمنظمات الدولية، للمساعدة في إعادة بناء الكاتدرائية، وتجاوزت الـ 600 مليون يورو (680 مليون دولار)، بحسب احصاء لوكالة فرانس برس أمس.
حريق نوتردام «عرضي وليس بفعل فاعل»
باريس - كونا: أعلن المدعي العام الفرنسي ريمي هيتز المسؤول عن التحقيق في حادثة الحريق الضخم في كاتدرائية نوتردام في باريس أمس، ان جميع المؤشرات تثبت ان الحريق عرضي ولم يكن بفعل فاعل.
وأضاف هيتز في تصريح للتلفزيون الفرنسي الرسمي «ليس هناك ما يدل على ان الحريق مفتعل». وأوضح ان 50 محققا يتولون التحقيق في الحريق الضخم.
كما دحض وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير بدوره، الاحتمالات التي روجت لها بعض الأحزاب في فرنسا بأن الحريق قد يكون مخططا إجراميا استهدف الكاتدرائية.
وشدد كاستانير على القول ان «الوقت الآن هو وقت إعادة البناء» مناشدا الجميع التصرف بمسؤولية.
وحذر من احتمال «وجود مخاطر تهدد بقية هيكل الكاتدرائية» لكنه طمأن ان المبنى سيكون تحت المراقبة المستمرة.