نفى المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، امس، تعرضه لمحاولة اغتيال في طرابلس.
جاء ذلك في تغريدة عبر «تويتر» تعليقا على تداول وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي، امس، نبأ تعرض سيارة ديبلوماسية تقل «سلامة» لإطلاق نار في العاصمة الليبية.
وقال سلامة في تغريدته: «للمحبين أقول لا، لم أتعرض لمحاولة اغتيال، الخبر مفبرك والصور المتداولة مزورة»، وتساءل مستنكرا: «متى سيفهم الدجالون القابعون في جحورهم أن الحقيقة التي يغتالونها كل يوم هي وحدها التي تحررهم؟».
ميدانيا فقد احتدمت المعارك امس، على أبواب العاصمة طرابلس بعد اعلان قوات حكومة الوفاق الوطني «مرحلة الهجوم» المضاد على قوات المشير خليفة حفتر التي كانت شنت هجوما للسيطرة على العاصمة.
وبحسب مراسلين ميدانيين لفرانس برس أحرزت القوات الموالية لحكومة السراج تقدما في عين زارة بالضاحية الجنوبية للعاصمة حيث تحرك خط الجبهة بضع كيلومترات جنوبا. وبحسب ما أفاد قائد ميداني فقد تقدمت قوات حماية طرابلس مدعومة من قوة مكافحة الإرهاب في وادي الربيع بالضاحية الجنوبية للعاصمة بعد أن «قمنا منذ ساعات الصباح الاولى بهجوم بالأسلحة المتوسطة والمدفعية الثقيلة».
جاء الهجوم غداة كشف الإعلان المتأخر للبيت الأبيض امس الاول، عن اتصال الرئيس دونالد ترامب شخصيا مع المشير خليفة حفتر الذي تشن قواته هجوما للسيطرة على طرابلس، الخطوط العريضة للعبة الدولية التي تبدو فيها واشنطن وموسكو في صف واحد، مجازفتين بذلك بتهميش دور الأمم المتحدة في ليبيا. يأتي ذلك فيما تجمع عشرات الليبيين يرتدي بعضهم السترات الصفراء للتنديد بالهجوم العسكري الذي تشنه قوات حفتر وفرنسا التي يتهمونها بدعمه. وبينما كانت بريطانيا تقدم مشروع قرار لوقف لإطلاق النار ينتقد الهجوم على العاصمة، تحدث الرئيس ترامب في اليوم نفسه إلى المشير حفتر عن «رؤية مشتركة» لمستقبل ديموقراطي لليبيا، كما قال البيت الأبيض.
وهذا الدعم الواضح لرجل الشرق الليبي القوي على حساب رئيس الحكومة المعترف بها دوليا فايز السراج رغم اعتراف الأسرة الدولية به كسلطة شرعية وحيدة في ليبيا، أرفق بإشادة «بالدور المهم للمشير حفتر في مكافحة الإرهاب وضمان أمن الموارد النفطية في ليبيا» حسب بيان الرئاسة الأميركية.
ويرى خبراء أن إشادة ترامب بالمشير حفتر، دليل على دعم أميركي يفسر تصميم حفتر على مواصلة هجومه للسيطرة على طرابلس. وقال ديبلوماسي في الأمم المتحدة طلب عدم كشف هويته إن الدعم الأميركي يسمح بفهم سبب اندفاع «حفتر في منطق الذهاب إلى النهاية» بشكل أفضل.
وأشار ديبلوماسيون آخرون إلى أنه رغم الصعوبات العسكرية وانزلاق الجبهة يواصل حفتر التأكيد أن «بإمكانه الانتصار» بعد مرور 15 يوما على بدء حملته.
وقال ديبلوماسي آخر إن الدعم الذي عبرت عنه واشنطن «يوضح الأمور» في الأمم المتحدة أيضا، حيث حاولت بريطانيا لخمسة أيام من دون جدوى التوصل إلى قرار يدعو لوقف لإطلاق النار ودخول غير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال. وفي موقف غريب، خلال المشاورات وقفت روسيا والولايات المتحدة في صف واحد للمطالبة «ببعض الوقت» أو التأكيد أنهما «ليستا مستعدين لقرار بدون توضيح سبب ذلك لشركائهما».
وفي السياق، تظاهر بضع عشرات من الليبيين في طرابلس امس الأول، يرتدي العديد منهم سترات صفراء، تنديدا بالهجوم العسكري الذي تشنه قوات المشير خليفة حفتر وفرنسا التي يتهمونها بدعمه.
وتجمع أنصار حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج ليعبروا عن معارضتهم للمشير حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي. وشارك عدد كبير من المتظاهرين في التجمع.
وقد ارتدى مئات منهم سترات صفراء تشكل رمزا لحركة الاحتجاج التي تشهدها فرنسا. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالفرنسية «على فرنسا وقف دعم المتمرد حفتر في ليبيا»، أو «فرنسا توفر السلاح للمتمردين من أجل النفط» و«فاجأنا موقف فرنسا من هجوم طرابلس» و«نحتاج إلى أبنائنا لبناء البلاد».