أعلنت السلطات السريلانكية فرض حالة الطوارئ اعتبارا من منتصف ليل امس، إثر اعتداءات أحد الفصح التي ارتفع عدد ضحاياها الى 290 قتيلا على الأقل، كما أعلنت يوم حداد وطني اليوم، وطلبت المساعدة من الخارج لتعقب أي صلات دولية محتملة للمنفذين.
وقال مكتب الرئيس مايثريبالا سيريسينا في بيان إن تقارير المخابرات تشير «إلى أن منظمات إرهابية أجنبية تقف وراء الإرهابيين المحليين، ولذلك فإن الرئيس سيطلب المساعدة من دول أجنبية». وذلك بعد ان أعلنت الحكومة أن تنظيم «جماعة التوحيد الوطنية» هو من يقف وراء الاعتداءات، وأنها تحقق فيما إذا كان للجماعة «دعم دولي»، وفقا للمتحدث باسم الحكومة راجيثا سياراتنيو الذي قال: «لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين في البلاد... هناك شبكة دولية لم يكن من الممكن دون مساعدتها أن تنجح مثل هذه الهجمات».
وكشف المتحدث أن مسؤولا بارزا بالشرطة وزع تقريرا بشأن هجمات محتملة، ولكن لم يتم اطلاع رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغ أو الوزراء على هذا التقرير. وأضاف «لو كان لدينا علم مسبق لكنا اتخذنا إجراءات احتياطية». وطالب «مفتش الشرطة العام تقديم استقالته فورا».
وكان رئيس الوزراء أقر أمس الأول بأن السلطات كان لديها معلومات مسبقة عن احتمال تعرض كنائس لهجمات من قبل جماعة إسلامية غير معروفة كثيرا، لكنها أخفقت في تجنبها. وفي وقت لاحق منح الرئيس قوات الجيش صلاحيات واسعة تخولها باعتقال واحتجاز أي مشتبه به محتمل، اعتبارا من منتصف الليلة الماضية. وكانت قوانين منحت للجيش صلاحيات تابعة لجهاز الشرطة قد ألغيت في نهاية الحرب الأهلية في سريلانكا في 2009.
وانشرت القوات المسلحة في شوارع العاصمة كولومبو، التي بدت معظمها مهجورة، حيث أغلقت معظم المحال التجارية.
وفيما تستمر التحقيقات في مواقع الهجمات التي استهدفت عدة كنائس وفنادق، وقع انفجار في سيارة قرب احدى تلك الكنائس، أثناء محاولة خبراء مفرقعات إبطال مفعول قنبلة.
وكشف متحدث باسم شرطة سريلانكا إن الشرطة عثرت كذلك، على 87 جهازا صاعقا لتفجير القنابل في محطة الحافلات الرئيسية بالعاصمة كولومبو امس. وقال في بيان إنه تم العثور على الصواعق في محطة «باستيان ماهاواتا برايفت»، بينها 12 على الأرض و75 في سلة للمهملات قريبة من المكان.
وأعلنت السلطات توقيف 24 شخصا موضحة ان مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف بي آي) يساعدها في التحقيق. ويتوقع ايضا وصول عناصر من الشرطة الدولية (انتربول) اليوم الى البلاد.
وقد ارتفعت الحصيلة الرسمية للهجمات إلى نحو 290 قتيلا على الأقل و500 جريح.