قالت قوى «إعلان الحرية والتغيير» بالسودان، امس، إن تعليق المجلس العسكري للتفاوض، يسمح بالعودة لمربع التسويف في تسليم السلطة.
جاء ذلك في بيان للقوى، ردا على إعلان المجلس العسكري، فجر امس، تعليق التفاوض مع قوى «الحرية والتغيير» لـ 72 ساعة.
واعتبرت القوى في بيانها التعليق «أمرا مؤسفا، ولا يستوعب التطورات التي تمت في ملف التفاوض».
وأضاف البيان أن «تعليق التفاوض يتجاهل حقيقة تعالي الثوار على الغبن والاحتقان المتصاعد كنتيجة للدماء التي سالت والأرواح التي فقدت، خاصة ان اجتماع امس الأول، كان لوضع آخر النقاط على بنود وثيقة الاتفاق، وهو ما سيعني وقف التصعيد وانتفاء أسباب قفل الطرق والشوارع وتطبيع حياة السودانيين كافة».
وشدد البيان على أن «التصعيد السلمي حق مشروع لحماية ما انتزعته جماهير شعبنا بنضالها ودماء الشهداء وعرق الثوار، وقد صدر بتوافق تام بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير قبل انطلاق جولات التفاوض».
وتابع البيان: «المتاريس الموجودة منذ السادس من أبريل حصون بناها الثوار دفاعا عن أنفسهم، وخطوط السكة الحديد مفتوحة منذ 26 أبريل وقبل أي طلب، وبتوافق بين لجان الميدان وهيئة السكك الحديد».
وأوضح البيان ان هناك قرارا سابقا بـ «تحديد منطقة الاعتصام»، وأنه تم «اتخاذ خطوات في سبيل ضبط وحدة الحركة الجماهيرية السلمية من أجل استمرار تماسكها»، وهو ما «ينفي كل مبررات وقف المفاوضات من طرف واحد».
واعتبرت القوى في بيانها هذا التعليق «يخل بمبدأ الشراكة وينسف دعاوى التوافق، بما يسمح بالعودة لمربع التسويف في تسليم السلطة».
ورفضت القوى الاتهام «بانتفاء السلمية»، وطالبوا بـ «إجراء التحقيقات العاجلة» حول أحداث يوم الاثنين الماضي.
وكان المجلس العسكري الحاكم في السودان علق المفاوضات، من أجل «تهيئة المناخ» للحوار في أعقاب تصاعد إطلاق النار في محيط اعتصام المتظاهرين أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وقال رئيس المجلس الفريق عبدالفتاح برهان في بيان بثه التلفزيون الرسمي: «من واقع مسؤوليتنا أمام الله وجيشنا وشعبنا قررنا وقف التفاوض لمدة 72 ساعة حتى يتهيأ المناخ لإكمال الاتفاق».
ودعا المتظاهرين إلى «إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام»، وفتح خط السكة الحديد بين الخرطوم وبقية الولايات ووقف «التحرش بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها».
وجاء بيان برهان إثر تصاعد إطلاق النار مساء امس الاول، في محيط اعتصام المتظاهرين أمام القيادة العامة للجيش ما أدى إلى إصابة 8 أشخاص وبعد يومين من مقتل 6 أشخاص في المنطقة نفسها نتيجة إطلاق نار من مسلحين.
وفجر امس، أخلت آخر مجموعة من المعتصمين موقعها، على بعد خطوات من القصر الرئاسي بشارع النيل في وسط العاصمة بعد تدخل مباشر من قوى الحرية والتغيير المعارضة، لتكون بذلك قد أزيلت جميع الحواجز التي وضعت منذ يومين في الطرق والجسور الرئيسية في العاصمة الخرطوم.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المحتجين المعتصمين بالقرب من القصر الرئاسي بشارع النيل، انسحبوا تماما من منطقة الاعتصام بعد أن نجحت قيادات في تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير في إقناعهم بالتراجع تدريجيا وصولا للعودة من جديد إلى مقر الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني.