أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أن المملكة لا تريد حربا في المنطقة ولا تسعى إلى ذلك وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب وفي الوقت ذاته تشدد على أنه في حال اختار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك وبكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية بالرياض أمس وأوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، أوضح الجبير أن المملكة تتمنى من النظام الإيراني التحلي بالحكمة وأن يبتعد ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر وألا يدفع هذا النظام المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته باتخاذ موقف حازم من هذا النظام لإيقافه عند حده ومنعه من نشر الدمار والفوضى في العالم أجمع.
وأضاف: «تتابع المملكة بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيد الإقليمي والدولي والتي تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيراني ووكلائه العدوانية في المنطقة»، مبينا أن الرياض تؤكد على أن يديها دائما ممتدة للسلم وتسعى لتحقيقه وترى أن من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني أن تعيش في أمن واستقرار وأن تنصرف إلى تحقيق التنمية.
وتابع: «في هذا الإطار استجابت المملكة لنداء استغاثي من سفينة نفط إيرانية في عرض البحر الأحمر وطلب رسمي من الحكومة الإيرانية بهذا الخصوص وقدمت على الفور المساعدات اللازمة للسفينة وأفراد طاقمها ولا يزالون يتلقون الرعاية اللازمة التزاما من المملكة بمسؤولياتها الدولية والإنسانية والبيئية في الوقت الذي تعرضت فيه ناقلتا نفط سعوديتان في الخليج العربي إلى هجوم تخريبي وكذلك تم استهداف محطة ضخ لخط الأنابيب شرق غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقل نفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء التصدير على ساحل البحر الأحمر».
وأشار الجبير بالقول: في المقابل فإن النظام الإيراني لا يبحث عن الأمن والاستقرار في المنطقة، بل إن المشاكل في المنطقة بدأت منذ وصول هذا النظام للحكم في إيران في عام 1979 الذي يقوم دستوره على تصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وأكد قادته على ذلك مرارا كما سعى مباشرة ومن خلال وكلائه إلى إثارة القلاقل ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وبين أن دول المنطقة عانت من جرائم النظام الإيراني ومن تدخلاته على مدى العقود الماضية وهي جرائم أكثر من أن تحصى مستشهدا باستغلال موسمي الحج عام 1986 و1987 بإرسال متفجرات مع الحجاج وتحريض حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، مرورا بالاعتداء على سفارة المملكة في طهران واغتيال أحد ديبلوماسيي المملكة هناك، وصولا إلى حوادث التفجيرات التي وقعت في المملكة التي كان النظام الإيراني من ورائها كتفجير أبراج الخبر عام 1996 وتفجيرات الرياض عام 2003 التي تمت بأوامر مباشرة من زعامات تنظيم القاعدة الإرهابية المتواجدين في إيران، إضافة إلى القيام بهجمات الكترونية ضد شركات النفط والغاز في المملكة عام 2012 والاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد عام 2016، فضلا عن شن حرب على المملكة بالوكالة عن طريق دعم وتبني الميليشيات الإرهابية التي تسعى للتخريب وتهديد أمن المملكة كالميليشيات الحوثية الإرهابية التي أطلقت على المملكة ما يزيد عن 225 صاروخا باليستيا وما يزيد على 145 طائرة مسيرة.
ولفت إلى أن: المشكلة هي في النظام الإيراني الذي بإمكانه تجنيب المنطقة مخاطر الحروب بالتزامه بالقوانين والمواثيق الدولية والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وعن دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية وكذلك التوقف عن تطوير أسلحته الصاروخية وبرنامجه النووي وتهديد أمن الممرات البحرية.
وحول استهداف الميليشيات الحوثية لمنشآت النفط في المملكة أوضح الجبير أن الميليشيات الحوثية تدار من قبل إيران وهدفهم واضح وهو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ومن الواضح أن الطائرات المسيرة طائرات حوثية، حيث أعلنوا عن أنهم أطلقوا هذه الطائرات ضد منشآت في المملكة، مبينا أن المملكة قامت بأعمال لمعاقبة الحوثيين على هذا الاستهداف، مشددا على أن المملكة لن تسمح لأحد بأن يسيء لأمنها واستقرارها الذي تعده خطا أحمر لن تسمح بتجاوزه.
وعن القمتين الخليجية والعربية الطارئة في مكة المكرمة التي ستعقد في 30 مايو الجاري، أوضح أنه سيتم خلال هاتين القمتين بحث العدوان الإيراني في المنطقة لما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، مبديا أمله في الخروج بموقف موحد وحث إيران على الكف عن تبني مثل هذه السياسات.
وحول ما يتعلق بموافقة المملكة ودول خليجية على نشر قوات أميركية في الخليج قال الجبير: «إن دول مجلس التعاون لديها اتفاقيات مع الولايات المتحدة وهي دولة صديقة وحليفة»، مؤكدا أهمية الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحساسة جدا والمهمة جدا فيما يتعلق بأمن واستقرار الاقتصاد الدولي، لاسيما أنها المصدر الأساسي بالنسبة للنفط وأن ما يحدث في الخليج يؤثر على العالم بأجمعه لذلك يحرص العالم على أمن واستقرار هذه المنطقة.