تصوت 21 دولة أوربية بينها فرنسا وايطاليا وألمانيا اليوم، لاختيار اعضاء البرلمان الاوروبي الجديد حيث ترجح استطلاعات الرأي تقدما جديدا للاحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة.
والرهانات السياسية من وراء هذا الانتخابات كثيرة لمعرفة ما سيكون عليه حجم هذا التقدم وأثره على توازن القوى في البرلمان الأوروبي وما ستكون تداعياته على السباق لتولي المناصب الأساسية في أعلى هرم مؤسسات الاتحاد الاوروبي. لكن هناك تخوفا مجددا من نسبة امتناع عالية في صفوف الناخبين البالغ عددهم 427 مليون شخص. وبعد البريطانيين والهولنديين الخميس الماضي، والتشيكيين (الذين صوتوا على مدى يومين) والايرلنديين الجمعة، صوتت كل من لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا امس. ومن المقرر أن يتم الإعلان النتائج الرسمية للانتخابات في عموم بلدان الاتحاد الأوروبي في 31 الجاري.
وحققت الانتخابات التي اجريت في هولندا الخميس الفائت، أول مفاجأة حيث اشارت التقديرات الى تقدم حزب العماليين برئاسة فرانس تيمرمانس المرشح لخلافة جان كلود يونكر على رأس المفوضية الأوروبية على الليبراليين والشعبويين الذي كان من المتوقع فوزهم في الانتخابات.
وقد يفوز نائب من اليمين المتطرف على الاقل من سلوفاكيا بمقعد في البرلمان الاوروبي بحسب ما يقول محللون. وقال المحلل يورال ماروسياك ان حزب اليمين المتطرف بزعامة ماريان كوتيلبا كان الاكثر فاعلية في حملة تعبئة الناخبين.
وفي التشيك تعتبر الحركة الشعبوية برئاسة رئيس الوزراء اندريه بابيتش الاوفر حظا بالفوز. وعلى المستوى الأوروبي بشكل شامل، فإن استطلاعات الرأي رجحت أن تحقق كل القوى المشككة في اوروبا والشعبوية والقومية تقدما كبيرا داخل البرلمان الاوروبي حيث يتولى 751 نائبا مقاعدهم لخمس سنوات ويلعبون دورا حاسما في صياغة القوانين الأوروبية.
اما زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن وحزبها التجمع الوطني فإنها تتصدر نوايا التصويت في فرنسا متقدمة على اللائحة المدعومة من الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يطمح للعب دور محوري داخل البرلمان الاوروبي الجديد.
والكتلة المشتركة حاليا بين حزب الرابطة والتجمع الوطني، تعد حاليا 36 نائبا ويرتقب ان تخرج في موقع أقوى من الانتخابات مع أكثر من 60 نائبا بحسب استطلاعات الرأي.
ويرتقب ان يحقق تكتل الشعوبيين، حركة «النجوم الخمس» الايطالية والذي سينضم اليه الحزب الجديد البريطاني المناهض لاوروبا بزعامة نايجل فاراج، تقدما أيضا. وقد عبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عن قلقه على أوروبا، مشيرا الى انها «مهددة بالتفكك والخروج من التاريخ».
لكن القوى المشككة في اوروبا والمناهضة للاتحاد الاوروبي بعيدة عن التمكن من تأمين غالبية في البرلمان الاوروبي.
ويصطدم تحالفها بشكل خاص بخلافات عميقة مثل الموقف الواجب اعتماده تجاه روسيا على سبيل المثال.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن الانتخابات يفترض ان تشهد نهاية التعاون بين المسيحيين الديموقراطيين والاشتراكيين الديموقراطيين الذين يهيمنون على البرلمان الاوروبي منذ 1979.