قال نائب رئيس المجلس العسكري في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» امس، إن المجلس سيشكل حكومة تكنوقراط انتقالية، بأقصى سرعة إلى حين إجراء انتخابات.
جاء ذلك في خطاب جماهيري، في العاصمة الخرطوم، بمشاركة ممثلين عن الإدارات الأهلية، التي تعد مجالس قبلية، تقوم بمهام محلية في عموم السودان.
ودعا حميدتي خلال كلمته، الأحزاب التاريخية والعريقة إلى تحمل المسؤولية والتجرد من المصالح الشخصية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وأضاف: استنجدنا بالإدارات الأهلية (المجالس القبلية) لعدم وجود مجالس تشريعية في البلاد، وهي في نظرنا تمثل برلمان البلاد. وتابع أن المجلس العسكري، وافق على تفويض الإدارات الأهلية بتشكيل حكومة تكنوقراط.
لكنه استدرك بالقول: عليكم أنتم والقوى السياسية وأساتذة الجامعات مسؤولية تشكيل مجلس وزراء معنا من المستقلين وأصحاب الكفاءات.
كما طالب حميدتي، ممثلي الإدارات الأهلية بعدم الخوض في الأمور السياسية، ومحاربة الفتن وسط القبائل.
وعن الوضع الميداني، قال حميدتي، إن الأمن مستتب في عموم السودان ومسيطرون على الأوضاع.
من جانبهم، أعلن ممثلون عن الإدارات الأهلية تفويض المجلس العسكري لتشكيل حكومة تكنوقراط من غير حملة الجنسيات الأجنبية، فضلا عن تأييد قرار المجلس بخصوص بقاء القوات السودانية في اليمن.
يشار إلى أن الإدارات الأهلية هي مكون من مكونات الحكم المحلي في السودان، وتأسست منذ عقود وساهمت في نيل السودان استقلاله عام 1956، وتم حلها في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري منتصف السبعينيات غير أنها عادت مرة أخرى في عهد الرئيس المعزول عمر البشير.
من جانبه، أكد القيادي في الحزب الشيوعي وإعلان قوى الحرية والتغيير صديق يوسف تمسكهم باستمرار التصعيد والنضال حتى تسليم السلطة للمدنيين.
وقال صديق في حوار مع صحيفة «الانتباهة» إن المجلس العسكري يملك السلاح والبنادق، وأضاف قائلا: «نحن سلاحنا التصعيد حتى لو منعونا وضربونا رصاصا مرة أخرى»، وتابع قائلا: «من حقنا أن نعبر عن رأينا في أي مكان، وسنواصل نضالنا حتى تسلم السلطة».
وتابع صديق: «إن قرارنا ومجلس السلم والأمن الافريقي والمجتمع الدولي تسليم السلطة بالكامل للمدنيين»، منتقدا المؤتمر الصحافي للمجلس العسكري الذي عقد أخيرا، مؤكدا أنه نسف كل ما تم الاتفاق عليه، وشدد قائلا: «كل من يتهم الحزب الشيوعي بأنه سبب الفشل في التوصل لاتفاق يعبر عن رأيه الشخصي»، وأضاف قائلا: «نحن ما غشيمين على زول»، مطالبا بأن يحاكم البشير بالانقلاب لا بالدولار والقروش.