عززت الولايات المتحدة مجددا وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد ساعات من إعلان طهران انها ستتجاوز قريبا الحد المسموح به من احتياطها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي، في وقت حذرت روسيا والصين من تدهور جديد يفتح «أبواب جهنم».
هذا، وكشفت تقارير اعلامية أميركية أن سربا من مقاتلات «إف15 ـ إيه» توجه من قاعدة «سايمور» الجوية في ولاية نورث كارولاينا إلى الخليج.
ونقلت قناة «الحرة» الأميركية عن مصادر في وزارة الدفاع (الپنتاغون) أن سرب الـ «أف15 ـ إيه» المعروف بـ «سترايك إيغل» سينتشر في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات.
وقبل ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان اول من امس ان «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد صحة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية».
وأكد أن هذه الخطوة ترمي إلى «ضمان أمن وسلامة عسكريينا المنتشرين في المنطقة وحماية مصالحنا القومية». لكن الوزير الأميركي شدد على أن «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران».
وقال شاناهان «سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط». وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.
ونقلت قناة «الحرة» الأميركية عن مصدر في وزارة الدفاع (الپنتاغون) أن القيادة الوسطى الاميركية أوصت البيت الابيض بإرسال 5 آلاف جندي، إلا أنه تمت الموافقة على ألف فقط.
وأشار مصدر «الحرة» إلى أن القوات المرسلة «برمائية» وستتوزع على السفن وقواعد في الإمارات والسعودية.
وفسر المصدر تواجد القوات الأميركية في الخليج بمنزلة «قوة ردع» وليست «قوة حرب» لضرب إيران، مؤكدا أنه «لا سقف بشريا للقوات الأميركية» في الخليج لمواجهة إيران.
وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر «الپنتاغون» وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النرويجية واليابانية في خليج عُمان.
ويظهر في إحدى عشرة صورة جديدة التقطتها مروحية «سيهوك» تابعة للبحرية الأميركية، جسم معدني دائري يبلغ قطره حوالي ثمانية سنتيمترات وملتصقا بجسم ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا كوريجيوس».
وقالت الوزارة ان هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكد واشنطن أن الإيرانيين ثبتوا هذا اللغم على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.
وقال الپنتاغون في بيان ان «إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلة الڤيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر».
ويرى خبراء متفجرات في البحرية الأميركية أن المكان الذي اختير لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط المياه يدل على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس، إن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط على إيران، وردع العدوان في المنطقة، لكنها لا تريد للصراع مع طهران أن يتصاعد.
وقال بومبيو للصحافيين في قاعدة ماكديل التابعة لسلاح الجو في فلوريدا «تبادلنا رسائل عديدة، وحتى في الوقت الحالي، لنوصل لإيران أننا هناك لردع العدوان، الرئيس ترامب لا يريد الحرب وسنواصل توصيل تلك الرسالة بينما نفعل ما يلزم لحماية المصالح الأميركية في المنطقة. الجنود في القيادة الوسطى جاهزون لأي تهديد تمثله إيران».
وفي المقابل، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ان بلاده لا تسعى لـ «شن حرب على أي دولة أخرى»، وقال ان الجهود الأميركية لعزل إيران لم تنجح، وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير متمرسة في الشؤون الدولية.
ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن روحاني قوله، خلال افتتاح محطة جديدة في مطار «الإمام خميني الدولي» في طهران، «في نهاية هذه المعركة، النصر سيكون حليف الشعب الإيراني».
وقال نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري علي أكبر بورجمشيديان ان وجود حاملات الطائرات الأميركية في الخليج لا يشكل أي تهديد لطهران، وان القوات الإيرانية في ذروة استعداداتها لأي مواجهة.
وأضاف «لا يمكن لأي قوة أجنبية أن تفكر بارتكاب حماقة عند حدودنا البحرية والبرية.. سنواجه بقبضة من حديد أي عدوان على حدودنا البرية».
من جهتها، دعت روسيا ـ حليفة طهران ـ الى «ضبط النفس»، محذرة من «تصاعد التوتر». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «ندعو كل الاطراف الى ضبط النفس. نفضل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرة أساسا». وأعربت «الخارجية الروسية» عن قلقها من خطط الولايات المتحدة زيادة تواجدها العسكري في الشرق الأوسط.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «نشهد منذ فترة زمنية طويلة المحاولات الأميركية المستمرة لزيادة الضغوطات النفسية والاقتصادية والعسكرية على إيران».
بدورها، حذرت بكين من فتح ابواب الجحيم في الشرق الأوسط في حال استمر تصاعد التوتر، ودعا وزير خارجيتها وانغ يي الاميركيين والايرانيين الى «التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تتسبب بتصاعد حدة التوتر في المنطقة وعدم فتح صندوق باندورا»، أي إطلاق الشرور في الشرق الأوسط.
وندد بالضغوط الأميركية على إيران، داعيا إياها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.