لم تدم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعسولة تجاه إيران بعد إلغائه الضربة وعرضه الحوار مجددا، وعاد إلى لغة الوعيد مهددا طهران بـ «القوة الساحقة».
ويبدو أن ترامب استفزته سخرية الرئيس الإيراني حسن روحاني من العقوبات على المرشد الأعلى علي خامنئي، مقللا من أهميتها كونه لا يملك سوى «منزل بسيط وحسينية»، واصفا تصرفات البيت الأبيض بأنها «متخلفة عقليا».
وردا على روحاني، قال الرئيس الأميركي إن تصريحاتهم «التي تنطوي على جهل شديد وإهانة، إنما يظهر أنهم لا يفهمون الواقع.
أي هجوم من إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة وساحقة.
في بعض الأحيان ساحقة تعني الإبادة».وتابع غامزا من قناة سلفه باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري الذي هندس الاتفاق النووي «أوباما وكيري لم يعودا موجودين».
وأضاف: «الشعب الإيراني يعاني ودون اي مبرر قيادته تنفق الأموال على دعم الإرهاب».وقال ان الولايات المتحدة لن تنسى «القنابل الإيرانية التي قتلت 2000 أميركي وجرحت العديد».
وفي إشارة الى قراره بإلغاء الضرية حفاظا على أرواح 150 إيرانيا كان يمكن ان يقتلوا قال: «القيادة الإيرانية لا تفهم معنى كلمة «لطيف» أو تعاطف. للأسف هم لا يفهمون إلا لغة القوة. والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم».
وكانت طهران ردت بالسخرية تارة وبالتحدي تارة أخرى، على العقوبات الأميركية «المشددة» التي طالت مرشدها الأعلى علي خامنئي و8 من كبار ضباط الحرس الثوري ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، واعتبرت أنها تكشف «كذب» واشنطن.
وقال الرئيس الإيراني مخاطبا الإدارة الأميركية خلال اجتماع مع الوزراء تم بثه على الهواء مباشرة «في ذات الوقت الذي تدعون فيه للتفاوض، تسعون لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون».
وسخر روحاني من المنطق خلف إدراج خامنئي على قائمة العقوبات قائلا إن ممتلكات المرشد الأعلى «هي حسينية ومنزل بسيط».
وأضاف: «فرض عقوبات على ماذا؟ منعه من السفر إلى أميركا؟ هذا لطيف».واعتبرها دليل على «تخبط» البيت الأبيض في التعامل مع طهران.
وقال إن مسؤولي البيت الأبيض يعانون «الإرباك الشديد والتخبط ولا يعرفون كيف يتصرفون وكل يوم يثيرون مشكلة جديدة».
من جهته، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، العقوبات، وقال إنها تمثل «نهاية الديبلوماسية» بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» عن موسوي قوله إن «فرض الحظر غير المجدي على القيادة الإيرانية ورئيس الديبلوماسية في البلاد، بمنزلة الإغلاق الدائم للقنوات الديبلوماسية مع الحكومة الأميركية اليائسة».
إلى ذلك، نسبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى ظريف قوله أمس إن إيران لن تسعى أبدا لامتلاك سلاح نووي.
وقال: «هل كنتم قلقين بالفعل على 150 شخصا؟ كم قتلتم أنتم بسلاح نووي؟ كم من جيل أبدتموه بهذه الأسلحة؟».
وتابع قائلا: «إنما نحن الذين لن نسعى أبدا، لما لدينا من قيم دينية، لامتلاك سلاح نووي».
وفي السياق، واصلت طهران تحديها للعقوبات الأميركية وأعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني أن بدءا من 7 يوليو المقبل «ستبدأ الخطوة الثانية بشكل جاد في تقليص التزامات إيران» ضمن الاتفاق النووي.
من جهته، قال روبرت وود السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح لـ «رويترز» أمس إن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط لأقصى حد على إيران حتى تغير سلوكها، مضيفا أن بلاده ستبحث عن سبل لفرض مزيد من العقوبات.
وأضاف وود أثناء مغادرته مؤتمر لنزع السلاح تستضيفه جنيف «سنرى إن كان هناك ما يمكننا فعله بشأن العقوبات». وتبادل وود الاتهامات الحادة مع ديبلوماسي إيراني أثناء المؤتمر.
موسكو: العقوبات تشير إلى سيناريو خطير
موسكو- وكالات: نددت روسيا بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، معتبرة انها «متهورة ومزعزعة للاستقرار» واتهمت واشنطن بالسعي الى «قطع» سبل التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «السلطات الأميركية يجب أن تتساءل الى أين تقود سياستها المتهورة حيال إيران.
انها ليست فقط مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وانما تقوض أيضا كل النظام الأمني العالمي».
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العقوبات الأميركية على القيادات الإيرانية تشير إلى أن الأوضاع تسير نحو سيناريو خطير، لافتا إلى أنه لا يمكن أن تتم التسوية بين إيران ودول الخليج إلا عبر الحوار.
وقال لافروف - خلال مؤتمر صحافي مع نظيره وزير خارجية جزر المالديف - إن «الاتصالات مستمرة بين موسكو وواشنطن حول إيران، بما فيها عبر الأمم المتحدة»،.