واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي أمس، هجماته على الديموقراطيين، متهما إياهم بأنهم «يكرهون» أميركا، وذلك بعد ساعات من نجاته من محاولة لإطلاق إجراءات لعزله.
وقال ترامب من غرينفيل في كارولاينا الشمالية: «هذه الإيديولوجيات اليسارية (...) تريد تدمير دستورنا والقضاء على القيم التي قامت على أساسها امتنا الرائعة».
وأضاف: «اليوم نجدد تصميمنا ونرفض أن تصبح أميركا بلدا اشتراكيا».
وأمام مناصريه، عاود ترامب مجددا مهاجمة النائبات الديموقراطيات الأربع اللواتي يطلق عليهن «الفرقة»، والمتحدرات من أقليات غير بيضاء ونصحهن بـ «العودة» من حيث أتين رغم أنهن أميركيات المولد باستثناء واحدة.
وأضاف الرئيس الجمهوري، مثيرا صيحات الحشد في التجمع نورث كارولاينا، التي تعتبر ولاية مهمة بالنسبة له، «أولئك النائبات، تصريحاتهن تساعد في ظهور يسار متطرف متشدد خطير»، وكان يشير إلى النائبات التقدميات الصومالية المولد إلهان عمر من مينيسوتا والبورتوريكية الأصل ألكسندريا أوكاسيو- كورتيز من نيويورك ورشيدة طليب الفلسطينية من ميشيغان والأفرو أميركية أيانا بريسلي من ماساتشوستش.
وقال ترامب: «لدي اقتراح الليلة للمتطرفات اللائي تملؤهن الكراهية وتحاولن باستمرار تمزيق بلدنا.
ليس لديهن أي كلام طيب ليقلنه. لذلك أقول: «إذا لم يكن الأمر يعجبهن، فدعوهن يغادرن. دعوهن يغادرن» ووصفهن بأنهن «نائبات شريرات اشتراكيات».
وعندما ذكر ترامب الهان عمر إحدى أول مسلمتين انتخبتا في الكونغرس، والتي أثارت جدلا بسبب تعليقاتها حول اسرائيل، ردد الجمهور «اطردوها!».
وكان ترامب شديد السخرية خصوصا بشأن ألكسندريا أوكازيو- كورتيز، وقال ترامب: «ليس لدي الوقت لذكر اسمها الكامل سنسميها كورتيز».
وكانت كورتيز أثارت جدلا منتصف يونيو الماضي عندما شبهت مراكز تجميع المهاجرين على الحدود جنوب الولايات المتحدة بـ «معسكرات اعتقال».
وفي مساعيه لشد عصب قاعدته الانتخابية بين المؤيدين لفكرة تفوق العرق الأبيض، يجازف الرئيس بتأجيج التوترات العرقية والأيديولوجية من خلال تشجيع الانقسامات في البلاد.
وبات ترامب يراهن أكثر من أي وقت مضى على تعبئة الناخبين البيض.
وترى النائبات الديموقراطيات الأربع لقناة «أس بي سي» أن ذلك أولا مناورة سياسية لترامب.
وقالت النائب أيانا بريسلي الأفرو- أميركية: «إنها طريقة لتحويل الانتباه لتفادي المسائل التي تهم فعلا الأميركيين».
لكن يبدو أن التغريدات المثيرة للجدل لا تؤثر على شعبية ترامب في صفوف الناخبين الجمهوريين، بل زادت بخمس نقاط إلى 72% بحسب استطلاع لرويترز/ ايبسوس نظم الاثنين والثلاثاء الماضيين.
مقارنة مع الأسبوع الماضي حيث بقيت شعبيته مستقرة بـ 41%.
وملف الهجرة الذي كان أحد العناوين الرئيسية لحملته في 2016، يلقى تأييدا.
وبحسب تحقيق لمركز «بيو» للأبحاث نشر أمس الأول يرى 57% من الجمهوريين أن «الأميركيين قد يخسرون هويتهم كاملة إذا بقيت البلاد مفتوحة كثيرا للمهاجرين».
ومستعيدا فوزه الانتخابي عام 2016 «إحدى أروع الأمسيات في تاريخ التلفزيون» قال ترامب: «علينا أن نعيدها» وردد مناصروه بحماسة «أربع سنوات إضافية».
وقبل ذلك، أعرب ترامب مساء أمس الأول، عن ارتياحه لفشل الكونغرس في تمرير مذكرة دعت إلى إطلاق إجراءات لإقالته.
ورفض مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون هذه المذكرة ما يبرز انقسام المعارضين لترامب فيما بينهم حول هذه القضية.
ورحب ترامب بهذه الخطوة واصفا إياها «بمشروع سخيف جدا».
وصوت 332 نائبا ضد الاقتراح الذي قدمه النائب الديموقراطي آل غرين حول ما إذا كان يقتضي إطلاق إجراءات عزل ترامب، في حين أيده 95 من أعضاء المجلس.
وانضم النواب الديموقراطيون البالغ عددهم 235 نائبا والذين يشكلون الغالبية الى زملائهم الجمهوريين لإرجاء اقتراح العزل إلى أجل غير مسمى، على الرغم من إبداء عدد كبير من الديموقراطيين رغبة في إطلاق إجراءات العزل.