وصل السباق لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى خواتيمه أمس مع انتهاء تصويت أعضاء حزب المحافظين، ليواجه رئيس الحكومة الجديدة مجموعة من اعقد الملفات على رأسها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) والمواجهة البحرية مع ايران.
ورغم أن غالبية الاستطلاعات والتوقعات رجحت فوز بوريس جونسون الملقب «بوجو»، مدفوعا بتأييد ناشطي حزب المحافظين، لكن وزير الخارجية ورئيس بلدية لندن السابق «غريب الأطوار» لا يتمتع بإجماع تام داخل حزبه، خصوصا في أوساط المعسكر المؤيد لأوروبا الذي أبدى عزمه على وضع العقبات في طريقه إذا واصل تهديده مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
ومن شأن الأزمة الديبلوماسية مع إيران أن تخيم أيضا على الأيام الأولى لجونسون في رئاسة وزراء بريطانيا.
وأفاد استطلاع للرأي نشر على مدونة «كونسورفاتيف هوم» المحافظ بأنه سيحصل على 73% من الأصوات. وسيتولى الفائز رئاسة حزب المحافظين وسيزور الملكة إليزابيث الثانية غدا ليتسلم التكليف بتشكيل الحكومة.
ويتحتم على رئيس الوزراء الجديد القيام بمهمة شاقة تتطلب منه النجاح حيث أخفقت ماي، أي تنفيذ عملية بريكست في بلد لايزال شديد الانقسام حيال مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد ثلاث سنوات من استفتاء 23 يونيو 2016.
كما سيواجه ملفا ساخنا آخر هو قضية احتجاز إيران ناقلة النفط «ستينا إيمبيرو» التي ترفع العلم البريطاني، وهي مسألة أججت التوتر في الخليج.
ويثير بوريس جونسون المعروف بسلوكه الخارج عن المألوف وهفواته الكثيرة، عداء معارضي بريكست، ويعتبر بعضهم أن انضمامه إلى المعسكر المؤيد لبريكست قبل الاستفتاء في 2016 كان وسيلة لتحقيق طموحاته الشخصية.
وقارن جونسون أمس بين عملية بريكست وأول إنزال على سطح القمر، حيث قال «إذا نجحوا في عام 1969 بالعودة إلى الأرض بواسطة رمز معلوماتي معد يدويا، فيمكننا نحن حل مشكلة التبادل التجاري على حدود إيرلندا الشمالية»، في مقال في صحيفة «تلغراف» البريطانية.
ولا يبدو طريق جونسون حتى بعد فوزه معبدا بالورود، حيث رأت صحيفة «غارديان» أن وصوله إلى رئاسة الوزراء قد «تعيقه سلسلة من الاستقالات المخطط لها بعناية لوزراء رفيعي المستوى سينسحبون (من البرلمان) بهدف التصدي لأي تحرك نحو بريكست من دون اتفاق»، وأولهم وزير المال فيليب هاموند ذو الثقل الوازن، حيث اعلن لشبكة «بي بي سي» أنه عازم على الاستقالة في حال فوز جونسون.
وقال «إذا افترضنا أن بوريس جونسون أصبح رئيس الوزراء المقبل، إنني مدرك أن شروطه للعمل في حكومته ستتضمن الموافقة على خروج بلا اتفاق في 31 اكتوبر، وهذا شيء لا يمكنني أبدا القبول به».
وبعد إعلان هاموند، قدم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي والاميركيتين في الخارجية البريطانية سير آلان دنكان أمس، استقالته ما يزيد تعقيد التحديات التي تواجه جونسون.
وتوقعت وسائل إعلام بريطانية سلسلة من الاستقالات في صفوف الحكومة.