أعلنت السلطات الإيرانية أمس تفكيك «شبكة تجسس» تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي اي ايه» تضم 17 شخصا حكم على بعضهم بالإعدام. وقال مدير دائرة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيرانية للصحافيين بدون الكشف عن اسمه إنه «تم تفكيك شبكة تجسس (للسي آي إيه) بنجاح في 18 يوليو».
وأضاف أنه «حكم على البعض ممن خانوا وطنهم عن سابق قصد وتعمد بالإعدام، وعلى البعض الآخر بالسجن لفترات طويلة».
وتم توقيف المشتبه بهم بين مارس 2018 ومارس 2019.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن المسؤول أنه «بناء على أدلة في أجهزة الاستخبارات الأميركية، عثرنا مؤخرا على المجندين الجدد الذين جندهم الأميركيون وفككنا شبكة جديدة».
وقالت الوكالة إن طهران نفذت العملية بالتعاون مع «حلفاء أجانب»، دون تسمية أي دولة. وأعلن أنه تم التعرف على سبعة عشر مشتبها بهم، جميعهم من الإيرانيين الذين تحركوا بشكل مستقل عن بعضهم البعض. وأضاف المسؤول أإن المشتبه بهم «تم توظيفهم في مراكز حساسة وحاسمة وكذلك في قطاعات خاصة على ارتباط بهذه المراكز، للعمل كمقاولين أو مستشارين». وتم تجنيد بعضهم بإيقاعهم في «فخ التأشيرة» الذي نصبته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للإيرانيين الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة.
وقال مدير مكافحة التجسس «تم الاتصال ببعضهم لدى تقدمهم للحصول على تأشيرة، بينما حصل آخرون على تأشيرات من قبل وكانوا يتعرضون لضغوط من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لتجديدها». وأضاف أن مهمتهم كانت جمع معلومات سرية والقيام بـ «عمليات تقنية واستخباراتية في مراكز مهمة وحساسة باستخدام معدات متطورة».
وأوضح أن «جميع أفراد الشبكة أي جميع الأشخاص الـ 17 تدربوا على أيدي ضباط في السي آي أيه على كيفية اجراء اتصالات آمنة».
وأعلن المسؤول أن السي آي أيه استخدمت حاويات خاصة لإرسال أجهزة اتصالات وبطاقات هوية لأفراد الشبكة.
وأضاف «كانت عملية التزوير خرقاء وكشفت أن السي آي أيه وراءها».
وأوضح «بعد كشف الشبكة أصدر ضباط السي آي أيه أوامر للجواسيس بإتلاف كل الوثائق».
وتابع أن الاستخبارات الأميركية أبلغت المشتبه بهم بالتوجه إلى «منافذ الطوارئ» في المدن القريبة من الحدود في حال شعروا أنهم في خطر.
وعرض التلفزيون الرسمي صورا لتتبع الأجهزة الأمنية الإيرانية أعضاء الشبكة خارج إيران وارتباطهم بالمواطنين الإيرانيين تحت مسميات «مزيفة» على هامش المؤتمرات الدولية في مختلف دول العالم.
وذكر ان الجواسيس اعترفوا بحصولهم على أموال مقابل التجسس وتلقوا «وعودا مغرية» للهجرة الى الولايات المتحدة.
وبث التلفزيون وثائقيا لما يقول إنها ضابطة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية وهي تجند إيرانيا.
وكانت المرأة تتحدث الفارسية بلكنة تبدو أميركية.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفى تماما أن تكون إيران قد اعتقلت 17 شخصا تتهمهم بأنهم جواسيس لـ(سي.آي.إيه)، واصفا التقارير بأنها «غير صحيحة بالمرة». وكتب ترامب على تويتر يقول «تقارير اعتقال إيران لجواسيس لسي.آي.إيه غير صحيحة بالمرة. باطلة تماما. المزيد من الأكاذيب والبروباغاندا (مثل إسقاطهم طائرة مسيرة) يسوقها نظام ديني فاشل للغاية وليست لديه فكرة عما ينبغي فعله».
وأضاف: «اقتصادهم انهار، ويزداد سوءا، إيران في فوضى عارمة». وفي وقت سابق، شكك وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في إعلان طهران إصدارها أحكاما بالإعدام ضد 17 جاسوسا قالت إنهم كانوا يعملون لصالح الـ CIA، قائلا إن «لطهران باعا طويلا مع الأكاذيب». وأضاف في تصريحات نقلتها شبكة فوكس نيوز «إنه جزء من طبيعتهم.. الكذب على العالم».
وأوضح «اننى سوف أكون حريصا جدا تجاه أى تصريحات إيرانية بشأن ما يقومون به».